صدامات واعتقالات باحتجاجات "السترات الصفراء" في باريس
شهدت مناطق عدة في فرنسا صدامات بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهري حركة "السترات الصفراء" الذين أقاموا متاريس وأحرقوا سيارات وألقوا الحجارة، في يوم جديد من الاحتجاجات العنيفة المناهضة لسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.
وتدفق المحتجون على باريس من كافة أرجاء البلاد، رغم دعوات الحكومة للمواطنين إلى عدم المشاركة في هذه المظاهرات التي بدأت ضد رفع أسعار الوقود، قبل أن تتحول لثورة غضب ضد سياسات ماكرون المتهم بالانحياز للأغنياء على حساب الفقراء.
وفي حي التسوق الشهير "غران بولفار"، رمى متظاهرون مقنعون الحجارة على عناصر الشرطة، وأشعلوا النيران في متاريس أقاموها سريعا من حاويات القمامة وأشجار عيد الميلاد.
وارتفع عدد الموقوفين على خلفية المظاهرات إلى نحو ألف متظاهر، بينهم 737 في العاصمة باريس وحدها.
ونقلت شبكة "بي أف أم" التلفزيونية الفرنسية عن مصادر بالشرطة إنه من بين الموقوفين في جميع أنحاء فرنسا جرى وضع 739 منهم قيد الاحتجاز الاحتياطي، دون تفاصيل عن مصير العدد المتبقي.
وبين المعتقلين عشرات أوقفوا بعدما عثرت السلطات بحوزتهم على أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة.
آلاف المتظاهرين
وأعلن نائب وزير الداخلية لوران نونيز أن نحو 31 ألف شخص شاركوا في المظاهرات في سائر أنحاء البلاد، بينهم ثمانية آلاف في باريس. وهي أعداد مماثلة لأعداد المتظاهرين الأسبوع الماضي.
واستبق المظاهرات إغلاق المتاجر والمتاحف وبرج إيفل، إلى جانب العديد من محطات القطارات وأنحاء واسعة من وسط المدينة، بينما ألغيت مباريات كرة قدم وحفلات موسيقية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إن "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن السيطرة"، متعهدا أن السلطات "لن تتهاون" مع الأشخاص الذين يحاولون التسبب بمزيد من الفوضى.
وكان رئيس الوزراء إدوار فيليب أعلن نشر نحو 89 ألف عنصر شرطة في أنحاء البلاد، بينهم ثمانية آلاف في باريس، حيث جرى إنزال عشرات العربات المدرعة لأول مرة منذ عقود.
وبدأت التحركات الاحتجاجية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني بإغلاق الشوارع رفضا لزيادة أسعار الوقود، قبل أن يتسع نطاقها لتتحول إلى حراك واسع ضد سياسات ماكرون.