حملة فرنسية ضد اغتصاب الأزواج للزوجات

الاغتصاب في فرنسا



سيد حمدي ـ باريس

كشف تقرير فرنسي عن أن سيدة من بين كل عشر سيدات تعرضت للاغتصاب "تحت سقف بيتها". ورافق صدور هذا التقرير -الذي نشره الاتحاد الوطني للتضامن مع النساء- حملة شعبية واسعة تستمر حتى الرابع من ديسمبر/كانون الأول القادم من أجل مكافحة "الاغتصاب على يد الأزواج".

وتهدف هذه الحملة التي بدأت يوم أمس، وفقاً لمنظميها إلى "الوقاية والتوعية من أجل استنكار اغتصاب الزوجات من قبل الأزواج"، وتشارك فيها 59 جمعية تندرج تحت لافتة "الاتحاد الوطني للتضامن مع النساء"، وتبدأ نشاطها مع اقتراب موعد اليوم العالمي لمقاومة العنف ضد النساء في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.


حال الإحباط
وتقوم سبع محطات فرنسية متلفزة بمبادرة من الاتحاد الوطني ببث شريط للتوعية بالمشكلة مدته 35 ثانية يظهر سيدة تجري داخل إحدى الغابات وقد بدت عليها آثار التعذيب لتجد نفسها في نهاية الأمر في مواجهة جدار، تعبيراً عن حال الإحباط الذي يعيشه ضحايا الاغتصاب.

وأشار التقرير إلى أن النسبة المذكورة "تتعلق باعتداءات تتم من جانب الأزواج ضد نساء محاصرات داخل بيوتهن وتحت أسقف هذه البيوت".

وكشف الطبيب جيل لازيمي منسق الحملة عن أن "سيدة من بين كل عشر سيدات أعلنت أنها كانت ضحية لزوجها أو لطليقها خلال الاثنى عشر شهراً الماضية".

وذكر أن الاتحاد يريد تنبيه الأزواج إلى التصرفات التي يقومون بها وإلى ما يجب عليهم، واستطرد قائلا "نحن نستهدف الرجال لأول مرة ونريد أن نحرر النساء من الشعور بالإثم ونطلق حريتهن في الكلام" في ظل شعورهن بالحرج والخوف.

وقال "علينا أن نغير المعسكر الذي يشعر بالعار" في إشارة إلى أن الرجال هم الأجدر بالشعور بالذنب لا النساء في هذه القضية بالذات.


وقف التنفيذ
وتحدث منسق الحملة عن تجربته الشخصية كطبيب فقال إن سيدة من بين كل خمس من مريضاته تعرضت لاعتداءات جنسية خلال حياتها، وإن واحدة من بين كل ثلاث تعرضت لعنف جسدي.

وأفادت الإحصائيات التي تضمنها التقرير بأن فرنسا تشهد شهرياً ست وفيات بين النساء من جراء اعتداءات وقعت عليهن من جانب الأزواج، أي حادث قتل كل خمسة أيام.

ويذهب ثلث الضحايا طعناً بالسكين، وثلث آخر قتلاً بالأسلحة النارية، والخمس خنقاً، والعشر ضرباً باليد حتى الموت.

وقد أظهر تحقيق ميداني شرع فيه عام 2000 أن 10% من الضحايا من النساء تقدمن بشكوى إلى السلطات، وأن 6% فقط من إجمالي هذه الشكاوى عرف طريقه للمتابعة العدلية.

وينص القانون الفرنسي على معاقبة الزوج "المعتدي" على زوجته إلى حد القتل بالسجن عشرين عاماً أو بالسجن المؤبد، لكن سجلات المحاكم تظهر أنه في أغلب الأحيان ينتهي الأمر بحبس المتهم عدة شهور مع وقف التنفيذ.
_________________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة