تصعيد غربي لافت ضد روسيا بقضية التسميم

عبر قادة دول فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا عن استنكارهم الشديد للهجوم الذي استخدم فيه غاز الأعصاب لتسميم الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في ساليزبري في بريطانيا، في حين أعربت روسيا عن استعدادها للحوار لحل المسألة.

وقال بيان مشترك لقادة تلك الدول إن استخدام غاز الأعصاب سلاح عسكري طورته روسيا، وهو يشكل أول استخدام مسيء لهذا السلاح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف قادة الدول الأربع أنهم يعتقدون أن هذا الحادث يهدد أمن دولهم كما يمثل اعتداء على السيادة البريطانية، وأن أي استخدام من جانب دولة طرف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية انتهاك واضح لها وخرق للقانون الدولي. 

وقال بيان القادة إن بريطانيا أطلعتهم بدقة عما بحوزتها من معلومات، وهم يؤيدون استنتاجات لندن حول المسؤولية الروسية المفترضة في الهجوم، مؤكدين أن عجز موسكو عن الرد على التساؤلات المشروعة لبريطانيا يزيد في تأكيد مسؤوليتها.

وطالبوا موسكو بأن تطلع بشكل كامل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على برنامجها "نوفيتشوك" وبأن تتحمل مسؤولياتها كعضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مجال حماية السلم والأمن الدوليين.

وكانت مدينة ساليزبري البريطانية شهدت في الرابع من مارس/آذار الجاري حادثة تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز الأعصاب، وهما الآن يتلقيان العلاج.

اتهام بريطاني
من جانبه، اتهم وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون روسيا بانتهاك سيادة الدول عبر أساليب تخالف قواعد القانون الدولي.

وقال ويليامسون إن واقعة استخدام غاز الأعصاب على الأراضي البريطانية التي تقف وراءها روسيا مثال صارخ على ذلك، مشددا على أن بلاده ماضية قدما في حشد دعم المجتمع الدولي لمحاسبة موسكو على أفعالها.

وفي هذا السياق، أعلن مكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي في بيان أنها أجرت اتصالا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أعقاب بيانها أمام مجلس العموم بشأن واقعة التسميم.

وأشار البيان البريطاني إلى أن ماكرون أكد أن فرنسا تشارك بريطانيا تقييمها بأنه ليس هناك تفسير معقول غير أن روسيا كانت مسؤولة عن استخدام غاز الأعصاب، معربا عن دعمه الكامل للمملكة المتحدة كحليف وثيق وقوي.

وسيقرر ماكرون -وفق البيان- خلال الأيام المقبلة الإجراءات التي ستتخذها باريس، بعد تأكيد اتفاقها مع تقدير بريطانيا المتعلق بوقوف روسيا وراء الهجوم على الجاسوس السابق في إنجلترا.

من جهة أخرى، أكد الرئيس الفرنسي -في بيان للإليزيه– حرص بلاده على عدم ترك مجال للإفلات من العقاب أمام كل من يستعمل الأسلحة الكيميائية.

وأعلنت لندن سلسلة عقوبات ضد روسيا بينها طرد 23 دبلوماسيا، وهو ما اعتبره الكرملين "غير مسؤول على الإطلاق" ونفى أي علاقة لروسيا بهذا الحادث.

الموقف الروسي
وفي المقابل، قال الكرملين إن الرد على لندن قيد الإعداد، وإن القرار النهائي سيكون للرئيس فلاديمير بوتين.

من جهته، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن بلاده ستطرد قريبا دبلوماسيين بريطانيين، ولكنه قال في تصريحات أخرى إن موسكو ستبلغ بريطانيا أولا بأي إجراءات للرد عليها فيما يتعلق بقضية الجاسوس ثم تعلنها على الملأ.

وفي نفس السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا -في مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة- إن بلادها تود أن تبدأ حوارا جديا مع لندن بشأن الأزمة الأخيرة، وأضافت أن موسكو مستعدة لبحث أي أدلة بشأن تسمم العميل الروسي، ودعت لندن إلى تزويدها بكل المعلومات عن هذه القضية.

المصدر : الجزيرة + وكالات