تسريبات بانون: ترمب رتب لانقلاب محمد بن سلمان

WASHINGTON, DC - JUNE 01: Senior Counselor to the President Steve Bannon walks into the Rose Garden before President Donald Trump announces his decision to pull out of the Paris climate agreement at the White House June 1, 2017 in Washington, DC. Trump pledged on the campaign trail to withdraw from the accord, which former President Barack Obama and the leaders of 194 other countries signed in 2015 to deal with greenhouse gas emissions mitigation, adaptation and finance so to limit global warming to a manageable level. (Photo by Chip Somodevilla/Getty Images)
بانون كان شاهدا على اجتماعات سرية بعضها قيد التحقيقات الحالية بالتدخل الروسي (غيتي-أرشيف)

فاجأت تصريحات المستشار السابق في البيت الأبيض ستيف بانون كثيرين باعتباره أحد كاتمي أسرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الموثوقين، وقد نشر عنه قوله إنه قام مع صهره بهندسة "انقلاب" في السعودية.

وقد أغضبت هذه التصريحات ترمب فشن هجوما لاذعا على بانون، على خلفية المقابلة التي أجراها مع مؤلف الكتاب الذي يتناول الفترة التي قضاها في إدارة ترمب والصراعات الخفية داخل البيت الأبيض.

وقد وصف بانون ترمب في بعض التسريبات التي نقلت عن الكتاب، بأنه رجل غير منضبط ولم يرغب فعلا في الفوز بالبيت الأبيض، وصوّره زعيما لا يقدّر وزن الرئاسة ويقضي أمسياته بمشاهدة التلفاز والتحدث مع أصدقائه القدامى.

وفي بعض التسريبات التي نقلها عدد من الإعلاميين الذين يعملون بشكل دائم في البيت الأبيض -مثل جوناثان ليمير مراسل وكالة أسوشييتد بريس- ذكر أنه ورد في الكتاب قول لترمب أفضى به لبعض أصدقائه بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية، ذكر فيه الرئيس الأميركي أنه قام مع صهره بهندسة "انقلاب" في المملكة، وأن ترمب قال لأصدقائه "لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا في القمة".

ويُعتقد أن بانون كان شاهدا على اجتماعات سرية بعضها قيد التحقيقات الحالية بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، كاجتماع ضم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بكل من بانون وكوشنر ومايكل فلين المستشار السابق لترمب لشؤون الأمن القومي في ديسمبر/كانون الأول 2016، بحسب ما ذكرت واشنطن بوست الربيع الماضي.

ويُعتقد أن الاجتماع كان بهدف الترتيب للقاء تم بين إيريك برينس المدير السابق لشركة بلاك ووتر الأمنية للمرتزقة، وممثل عن الحكومة الروسية في سيشيلز بالمحيط الهندي قبل تسعة أيّام من تنصيب ترمب.

وقد تحدث بانون لمؤلف الكتاب مايكل وولف عن اجتماع دونالد جونيور -ابن الرئيس الأميركي- بمحامية تعمل لدى الحكومة الروسية، كانت قد وعدته في رسالة إلكترونية بتقديم معلومات بالغة الحساسية عن المرشحة الديمقراطية وقتئذ هيلاري كلنتون، قد تحمل عواقب جنائية ضدها.

‪كوشنر شارك مع ابن الرئيس الأميركي في اجتماع مع محامية تعمل لدى الحكومة الروسية‬ (رويترز-أرشيف)
‪كوشنر شارك مع ابن الرئيس الأميركي في اجتماع مع محامية تعمل لدى الحكومة الروسية‬ (رويترز-أرشيف)

خيانة
ووصف بانون الاجتماع الذي عقد في يونيو/حزيران 2016 -أي في خضم الحملات الانتخابية- بأنه خيانة، وذكر أن كلا من جاريد كوشنر صهر ترمب وبول مانافورت المدير السابق لحملته الانتخابية كانا على دراية بالاجتماع، وكان يجب على أحدهما إبلاغ مكتب التحقيق الفدرالي (أف بي آي) عن المحامية الروسية.

ومن جملة ما ذكره بانون أن ترمب جونيور أبلغ صديقا له أن والده كان مرتبكا عندما علم بأن فوزه بالانتخابات بات شبه مؤكد، لدرجة أنه بدا وكأنه رأى شبحا، أما ميلانيا زوجة ترمب فكانت تجهش بالبكاء.

وكشف بانون أن إيفانكا ترمب كانت تخطط مع زوجها جاريد كوشنر "لتصبح أول رئيسة للولايات المتحدة"، وأضاف أنها كانت تسخر دائما من تسريحة شعر والدها.

وقال إن ترمب "يخشى منذ فترة طويلة من تعرضه للتسميم، وذلك من أسباب تناوله الطعام لدى ماكدونالدز. هكذا لا أحد يعرف متى يأتي والطعام آمن ومُعد مسبقا".

وبعد هذه التسريبات، أرسل محامو ترمب تحذيرا إلى الناشر ومؤلف الكتاب من مغبة نشره في موعده المفترض في التاسع من الشهر الجاري، بدعوى أن ما يحويه من معلومات وصفت بالخاطئة هي قيد التحقيق.

كما بعثوا إشعارا إلى بانون، وأبلغوه أنه انتهك اتفاقية عدم الإفشاء من خلال الكشف عن معلومات سرية عن ترمب وعائلته.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن في الكتاب معلومات "غير صحيحة مطلقا" دون الخوض في التفاصيل. كما أصدر ترمب بيانا يندد بالتصريحات التي أدلى بها بانون للكاتب، وقال إن المخطط الإستراتيجي السابق في البيت الأبيض "فقد عقله".

المصدر : الجزيرة + وكالات