كوريا الشمالية تحتفل والخصوم يحشدون لمعاقبتها

This photo taken on September 6, 2017 shows a mass celebration in Pyongyang for scientists involved in carrying out North Korea's largest nuclear blast to date, on Kim Il-Sung Sqaure.Citizens of the capital lined the streets September 6 to wave pink and purple pom-poms and cheer a convoy of buses carrying the specialists into the city, and toss confetti over them as they walked into Kim Il-Sung Square. / AFP PHOTO / Kim Won-Jin (Photo credit should read KIM WON-
حشود من المدنيين والعسكريين تتجمع في ميدان كيم يونغ بالعاصمة بيونغ يانغ احتفالا بالتجربة النووية (غيتي إيميجز)

تجاهلت كوريا الشمالية ردود الفعل العالمية تجاه تجربتها النووية الأخيرة، واحتفلت أمس بنجاح تلك التجربة غير عابئة بحشد خصومها لفرض المزيد من العقوبات عليها أو المخاوف من نشوب حرب إقليمية دفعت أستراليا لسحب رعاياها من كوريا الجنوبية.

وأقامت كوريا الشمالية احتفالا شعبيا تكريما للعلماء الذين ساهموا في إجراء أكبر تجربة نووية في تاريخ هذا البلد، وأطلقت الألعاب النارية في سماء بيونغ يانغ، كما خرجت مسيرات حاشدة في المدينة.
    
واصطف سكان بيونغ يانغ في الشوارع أمس لإلقاء التحية على العلماء الذين كانوا داخل حافلات سارت بهم في المدينة، كما تجمع عشرات الآلاف في ساحة كيم إيل سونغ لتهنئتهم على جهودهم.
    
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن المتحدثين في الاحتفال الشعبي الحاشد أن جيش كوريا الشمالية "سوف يضع حدا لقدر الإمبرياليين الأميركيين الذين يشبهون العصابات عبر أقوى الضربات الاستباقية التي لا ترحم إذا ما أشعلوا سواء هم أم جحافل الخونة حربا".
‪كوريات شماليات يرفعن علم بلدهن خلال الاحتفال بتكريم العلماء النوويين الذين ساهموا في إنجاح التجارب التي أقلقت العالم‬ (غيتي)
‪كوريات شماليات يرفعن علم بلدهن خلال الاحتفال بتكريم العلماء النوويين الذين ساهموا في إنجاح التجارب التي أقلقت العالم‬ (غيتي)

هاجس الحرب
وبينما تعيش بيونغ يانغ الفرح بتجربتها، عمّ الخوف الإقليم وامتد إلى أستراليا التي قررت سحب رعاياها خشية تطوّر الأزمة واتخاذها منحى عسكريا.

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول اليوم الخميس أن حكومة بلاده تدرس خططا لإجلاء مواطنيها من شبه الجزيرة الكورية إذا تصاعدت التهديدات من جانب كوريا الشمالية.
     
وقال تيرنبول في تصريحات تلفزيونية إن جميع الأستراليين في كوريا الجنوبية واليابان والصين يجب أن يسجلوا بيناتهم لدى وزارة الشؤون الخارجية لأن إمكانية نشوب حرب باتت حاليا مرجحة بشكل أكبر من أي وقت منذ 60 عاما بعد الحرب الكورية، و"بهذه الطريقة يمكننا القيام بعملنا لمساعدتكم إذا كانت هناك مشاكل في الخارج".
     
وهناك حوالي 200 ألف مواطن أسترالي في كوريا الجنوبية واليابان والصين سواء لقضاء عطلات أو للعمل، وتلقوا توجيهات بأن يرصدوا الأزمة عن كثب.

وسيتمكن الأستراليون الذين سجلوا بيناتهم عبر موقع "سمارت ترافيلر" الحكومي من تلقي تنبيهات على هواتفهم النقالة إذا كانت الحكومة بحاجة إلى الاتصال بهم بصورة عاجلة. وقامت الحكومة بتحديث نصائح السفر الخاصة بها للمنطقة، وأكدت أن التوترات يمكن أن تتصاعد.

وأوضح تيرنبول أن الحكومة تطوّر خطط طوارئ للأستراليين في المنطقة. وتابع "إننا دائما ندرس عمليات الإجلاء في الحالات الطارئة".
     
وقال "إن هجوما على الولايات المتحدة أو حلفائها من جانب كوريا الشمالية سيقابل بقوة ساحقة"، مضيفا تلك ستكون خطوة "انتحارية" من جانب كوريا الشمالية "وسيموت الآلاف وستكون كارثة محققة".

ويأتي هذا بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس أن الحل العسكري في الصراع مع كوريا الشمالية "لا يمثل الخيار الأول بالنسبة له".

‪أميركا وزعت مشروع قرار أممي في مجلس الأمن لفرض حظر نفطي على كوريا الشمالية‬ (غيتي)
‪أميركا وزعت مشروع قرار أممي في مجلس الأمن لفرض حظر نفطي على كوريا الشمالية‬ (غيتي)

حشد العقاب
في غضون ذلك اتفق رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن على التنسيق بينهما بشكل وثيق من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن يفرض عقوبات جديدة أشد صرامة على كوريا الشمالية. 

من جانبها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم الخميس أن الاتحاد يعد لفرض عقوبات جديدة مكملة لعقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية ردا على التجربة النووية الأخيرة التي قامت بها.

وفي وقت سابق أفاد مراسل الجزيرة في الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار على مجلس الأمن يدعو إلى فرض حظر سفر على زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وتجميد أرصدة حكومته، إضافة إلى فرض حظر نفطي على بلاده.

كما يدعو مشروع القرار الأميركي إلى فرض حظر على صادرات النسيج، ومنع الاستعانة بعمال كوريا الشمالية في الخارج، والعمل على قطع تحويلاتهم من الخارج التي يستفيد منها النظام في بيونغ يانغ.

وحتى اللحظة لم يتضح هل تحظى مسودة القرار بدعم الصين -الحليف البارز لكوريا الشمالية- أم لا. ويحتاج أي قرار لمجلس الأمن إلى موافقة تسعة أصوات دون استخدام أي من الدول الدائمة العضوية حق النقض (فيتو) ضده.

ويأتي مشروع القرار بعد يومين من دعوة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي إلى "اتخاذ أقسى التدابير الممكنة" على كوريا الشمالية. وتسعى واشنطن للتصويت على العقوبات الجديدة يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري.

المصدر : وكالات