شكوك في "باتريوت" بعد صاروخ الرياض

شكك خبراء أميركيون في فعّالية منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "باتريوت" الأميركية الصنع، بعد الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على الرياض الشهر الماضي، ونبه أحدهم إلى أن "الحكومات تكذب بشأن فاعلية هذه المنظومة".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس الاثنين عن عدد من الخبراء الأميركيين قولهم إن منظومة باتريوت التي استخدمتها السعودية الشهر الماضي لاعتراض صاروخ بالستي أطلق من اليمن "قد تكون فشلت في تدمير رأس الصاروخ الذي انفجر قرب مطار الرياض، خلافا لما أكدته السلطات السعودية". 

وحسب هؤلاء الخبراء فإن السعودية أطلقت خمسة صواريخ اعتراضية من منظومة باتريوت الأميركية، ولكن الصواريخ "إما أصابت مؤخرة الصاروخ وأبقت على رأسه المتفجر فواصل طريقه، أو أنها أخطأته تماما فانشطر الصاروخ بنفسه إلى قسمين".

وقال جيفري لويس الخبير في المؤسسة البحثية والذي أشرف على هذه الدراسة وسلم خلاصتها إلى "نيويورك تايمز" إن الحكومات تكذب بشأن فاعلية هذه المنظومة، أو أنها لا تحصل على المعلومات الصحيحة.
 
وأضاف لويس "هذا الأمر لا بد أن يثير فينا الرعب"؛ لأن فاعلية المنظومة الأميركية المضادة للصواريخ على المحك مع تصاعد التوتر بشأن التهديدات الصاروخية الكورية الشمالية".

ويعمل القسم الأكبر من الخبراء الذين أنجزوا الدراسة بمعهد "ميدلبوري للدراسات الدولية" في مونتيري بكاليفورنيا، وقد درسوا بدقة شرائط فيديو نشرها سكان من الرياض على شبكات التواصل الاجتماعي في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وفي أحد شرائط الفيديو على موقع الصحيفة تظهر بقايا من الحديد سقطت داخل موقف للسيارات قرب مدرسة في وسط  العاصمة السعودية الرياض.

كما تظهر في شريط آخر بقايا سقطت وسط جادة عريضة، وتكشف هذه البقايا بعد وضعها جنبا إلى جنب أنها أجزاء من الصاروخ نفسه، أما الرأس المتفجر فلا آثار له.
  
ونشر آخرون شرائط فيديو التقطت في مطار الرياض. وروى ركاب كانوا في المطار أنهم سمعوا صوت انفجار ثم سيارات إسعاف تتجه نحو عمود من الدخان بحجم مشابه لانفجار صاروخ مماثل تم تصويره في سوريا بعد سقوطه.
 
وقد أعربت الخبيرة العلمية لورا غريغو عن القلق الشديد لعدم تمكن خمسة صواريخ من اعتراض الصاروخ، وقالت "تم إطلاق خمسة صواريخ لاعتراض صاروخ واحد، وفي كل مرة كانت النتيجة الفشل. هذا أمر صادم لأنه من المفترض أن تكون هذه المنظومة فعالة".

ورفض مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على هذه المعلومات. كما أوضحت الصحيفة أن السلطات السعودية رفضت التعليق أيضا.

وتبنى الحوثيون مسؤولية إطلاق الصاروخ الذي قطع مسافة 750 كيلومترا، ونفت إيران أي مسؤولية في تزويد الحوثيين بهذا النوع من الصواريخ.