نشاط السفير الفلسطيني بباكستان يحرج رام الله

السفير الفلسطيني لدى باكستان وليد أبو علي
السفير الفلسطيني وليد أبو علي (يسار) حضر مهرجان نصرة القدس إلى جانب أمير جماعة الدعوة حافظ سعيد (الجزيرة نت)

براء هلال-راولبندي

استدعت دولة فلسطين سفيرها المعين لدى باكستان وليد أبو علي بسبب مشاركته في مهرجان الغضب لأجل القدس الذي عقد في حديقة لياقت باغ في مدينة راولبندي، وشارك فيه أمير جماعة الدعوة الإسلامية حافظ سعيد المتهم أميركيا وهنديا بـ"الإرهاب".

واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن مشاركة سفيرها لدى باكستان في المهرجان الجماهيري التضامني مع القدس بحضور أشخاص متهمين بدعم الإرهاب هو "خطأ غير مقصود، لكنه غير مبرر" على حد وصفها.

ويشير البيان إلى أمير جماعة الدعوة حافظ محمد سعيد الذي تصنفه الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب العالمية على خلفية اتهاماتها له بالضلوع في هجمات مومباي عام 2008 وتأسيس جماعة لشكر طيبة المسلحة التي تنشط في أراضي كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، وهو ما نفاه حافظ سعيد مرات عدة، كما برأه القضاء الباكستاني من تهمة المشاركة في هجمات مومباي.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين التزام دولة فلسطين وحرصها على المحافظة على العلاقات الطيبة التي تربطها بالهند، وكذلك دعمها للجهود التي تبذلها الهند في حربها على "الإرهاب"، ووقوف دولة فلسطين مع نيودلهي في التصدي "للتهديدات الإرهابية" التي تتعرض لها.

وبناء عليه قرر وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني وبتعليمات مباشرة من رئيس دولة فلسطين، حسب البيان، استدعاء السفير الفلسطيني لدى باكستان فورا.

وحضر سفير فلسطين لدى باكستان صلاة الجمعة التي ألقى خطبتها حافظ محمد سعيد، وألقى كلمة حماسية عقب الصلاة دعا فيها لاستمرار دعم قضية القدس وفلسطين والتصدي للقرار الأميركي الجائر باعتبار القدس عاصمة لفلسطين.

وكانت الحكومة الباكستانية أفرجت يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن زعيم جماعة الدعوة الإسلامية الخيرية حافظ سعيد بعد احتجاز استمر أشهرا في منزله بمدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب شرقي البلاد.

وجاء إطلاق سعيد بناء على حكم قضائي أصدرته محكمة لاهور العليا يقضي بالإفراج عنه لضعف الأدلة التي قدمتها الحكومة لاستمرار احتجازه.

وظل سعيد قيد الإقامة الجبرية منذ يناير/كانون الثاني الماضي بعد أن عاش حرا في باكستان لسنوات، وهو ما كان أحد أسباب التوتر في علاقات باكستان مع الولايات المتحدة والهند.

وكانت الولايات المتحدة رصدت في الماضي مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار مقابل كل معلومة تؤدي إلى توقيفه أو إدانته لعدم عثور إسلام آباد على أدلة تدعم الاتهامات الموجهة إليه بالإرهاب.

ودعا سعيد لعقود بشكل علني إلى إنهاء حكم الهند في منطقة كشمير المتنازع عليها، في وقت اتهمته نيودلهي بإرسال مسلحين إلى المنطقة، وهو ما نفاها مرارا.

المصدر : الجزيرة