مظاهرات في مدريد وبرشلونة دعما للحوار

احتشد آلاف الإسبان السبت بإحدى كبريات ساحات مدريد في مظاهرة تدعو إلى الوحدة الوطنية وترفض انفصال إقليم كتالونيا عن العرش الإسباني، بينما تظاهر الآلاف في برشلونة بإقليم كتالونيا تعبيرا عن دعمهم للحوار.

وقد رفع المشاركون في احتجاجات سلمية عبر خمسين مدينة إسبانية أعلامَ البلاد، ورددوا شعارات تنادي بوحدة أراضيها. وارتدى كثيرون ثيابا بيضاء ودعوا إلى إجراء محادثات لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود.

وجاء التجمع بدعوة من "مؤسسة الدفاع عن الأمة الإسبانية"، وذلك تعبيرا عن رفض انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا.

وتهدف المؤسسة من خلال هذه المظاهرة إلى تطبيق المادة 155 من الدستور التي تمنح الحكومة المركزية حقّ تعليق صلاحيات الحكم الذاتي لأي حكومة إقليمية تخالف الدستور.

وينبغي عمليا لكي تفعّل المادة 155 أن يتقدم أولا رئيس الحكومة الإسبانية بطلب تطبيقها إلى مجلس الشيوخ حيث يتمتع حزبه بالأغلبية. وهناك يبدو أن الكل مع وضع الحكومة المركزية الوصاية على كتالونيا.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوي السبت إن بلاده ستبقى متحدة، وإنه لا يستبعد تطبيق المادة 155 من الدستور لوقف الحكم الذاتي في كتالونيا.

وقال راخوي لصحيفة "إل باييس" إن "إسبانيا لن تنقسم وسيجري الحفاظ على الوحدة الوطنية"، مضيفا "سنستخدم كل الوسائل التشريعية المتاحة لنا للقيام بذلك".

وردا على سؤال هل يتضمن ذلك تطبيق المادة 155، أجاب راخوي "أنا لا أستبعد أي شيء في إطار القانون". وتابع "سنتحرك لمنع حدوث الاستقلال".

دعوة للحوار
وفي برشلونة بإقليم كتالونيا، تظاهر الآلاف تعبيرا عن دعمهم للحوار. وطالب المتظاهرون الذين تجمعوا في ميدان سان خوان جميع الأطراف باللجوء إلى الحوار بدلا من الصدام في قضية انفصال إقليم كتالونيا، ورفعوا لافتات كُتب عليها "لا للعنف، ونعم للحوار".

من جانبه، أعلن رئيس حكومة كتالونيا كارلس بوغديمونت إرجاء كلمة كان سيلقيها أمام برلمان الإقليم في جلسة مقررة مبدئيا الاثنين القادم كان يتوقع أن يعلن خلالها الاستقلال. وفسر البعض إعلانه على أنه بادرة نحو الحوار مع مدريد.

يُشار إلى أن استفتاء تقرير المصير لكتالونيا الذي جرى بالأول من الشهر الجاري قد أفرز فوز مؤيدي الانفصال بنسبة 90.18% من الأصوات، وفق نتائج نهائية نقلتها الجمعة حكومة الإقليم إلى البرلمان المحلي.

وتؤكد هذه النتائج أن مليونين و44 ألف ناخب كتالوني أيدوا الاستقلال الذي رفضه 177 ألفا (7.83%) مع نسبة مشاركة بلغت 43.03% في الاستفتاء.

المصدر : الجزيرة + رويترز