فرح وذهول بغامبيا عقب هزيمة جامع

باغتت ردة فعل رئيس غامبيا المنتهية ولايته يحيى جامع تجاه فوز خصمه أداما بارو بالانتخابات الرئاسية مواطني غامبيا الذين خرجوا إلى الشوارع في مزيج من الفرحة والذهول وعدم التصديق، بعد يوم واحد من إقراره بخسارة تنهي حكمه الذي استمر 22 عاما.

وعرف جامع طيلة فترة حكمه الطويلة بأنه صاحب مفاجآت وطرائف، ففي العام الماضي أعلن غامبيا دولة إسلامية لتخليصها وفق قوله من ماضيها الاستعماري، وقال إنه سيحكم مليار سنة، وقبل ذلك انسحب من الكومنويلث، كما زعم أن بإمكانه علاج الإيدز والعقم.

ولا تعرف ملابسات تشبع الرئيس العسكري المنصرف فجأة بقيم الديمقراطية، ولا يفهم عدم تدخل أجهزته -كما تتهم سابقا- في مسار الانتخابات، لكن السياق الإقليمي والدولي ربما يرسم إجابات عن ذلك، من قبيل أنه أراد خروجا مشرفا وهادئا من السلطة يجنبه ربما نتائج الملاحقات القضائية التي حدثت لغيره من الرؤساء الأفارقة، ومن بينهم الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري.

وفي كل الأحوال، فإن الرئيس الغامبي المنصرف يبعث رسالة إلى كثير من القادة الأفارقة وغيرهم، ممن يتشبثون بالسلطة وهم في أرذل العمر؛ أن تنحوا، وإلى آخرين من العرب والأفارقة وأَدُوا الديمقراطية حين انقضوا عليها بدباباتهم؛ أن كفوا عن ذلك.

ودعي للانتخابات نحو تسعمئة ألف ناخب من أصل مليوني نسمة هم عدد سكان البلاد، وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 65%، وهو الرقم ذاته الذي يوافق عام الاستقلال.

وجابت سيارات تعج بمؤيدين للمعارضة الشوارع السبت وهم يدقون الطبول، وكان كثيرون منهم ما زالوا يرتدون قمصان ائتلاف المعارضة منذ الليلة الماضية، وقال بعضهم إنهم لن يصدقوا هزيمة جامع، إلا عندما يرونه يغادر مقره الرسمي.

على الصعيد الدولي، هنأ كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني الشعب الغامبي على الانتخابات، وقالا إن المؤسستين مستعدتان لدعم غامبيا.

المصدر : الجزيرة + رويترز