يحيى جامي

الرئيس السابق لجمهورية غامبيا. وصل إلى الحكم عبر انقلاب غير دموي عام 1994، وتم انتخابه رئيسا للجمهورية بعد ذلك بعامين. أعلن بلاده جمهورية إسلامية أواخر عام 2015، ومني بهزيمة في انتخابات 2016، وتنحى عن الحكم بداية 2017.

المولد والنشأة
ولد يحيى عبد العزيز جموس جونكونك ديليو جامي في كانيلاي بغامبيا يوم 25 مايو/أيار 1965، بعد نحو ثلاثة أشهر من استقلال بلاده عن بريطانيا يوم 18 فبراير/شباط 1965. طلق جامي زوجته الأولى توتي فال جامي ليتزوج عام 1999 من المغربية زينب التي أنجب منها طفلا وطفلة.

أعلن بعد سنوات من زواجه الثاني أنه تزوج للمرة الثالثة من حليمة صلاح ابنة السفير الغامبي في المملكة العربية السعودية عمر جبريل صلاح. وأوضح بيان الرئاسة أن الزوجة الجديدة حليمة "لن يُطلق عليها لقب السيدة الأولى، لأنه وفقا للبروتوكول لا يمكن أن تكون هناك أكثر من سيدة أولى واحدة، وهي السيدة زينب يحيى جامي".

التجربة العسكرية والسياسية
كان ضابطا مغمورا في جيش بلاده، قاد جامي وهو في سن التاسعة والعشرين انقلابا أطاح بنظام الرئيس داودا جاورا في يوليو/تموز 1994.

وكما هي الحال في معظم الأنظمة العسكرية، منح جامي نفسه ترقية من رتبة ملازم إلى عقيد في الجيش عام 1994، معتبرا نفسه "المخلص والمنقذ من حالة الفوضى" في غامبيا، أصغر دولة في القارة الأفريقية.

أسس جامي حزبه الخاص "التحالف الوطني لإعادة التوجيه والبناء"، وأعيد انتخابه عام 2001 بنسبة 53% من الأصوات، ثم رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة عام 2006، ثم الرابعة عام 2011.

اشتهر جامي بإصداره إعلانات وقرارات تبدو غريبة ومفاجئة، ففي عام 2007 أعلن توصله إلى علاج لمرض الإيدز عن طريق الأعشاب. ووفقا لقصر الرئاسة الغامبي، فإن جامي يزعم أيضا امتلاكه "معرفة واسعة بطرق العلاج العشبية التقليدية، وخصوصا علاج الربو والصرع".

وفي عام 2013 قرر سحب بلاده من رابطة الكومنولث التي تضم 54 دولة من المستعمرات البريطانية السابقة، معتبرا الرابطة "استعمارا جديدا لأنها تفرض خطط الهيمنة الغربية على جميع دول العالم النامي"، مما جعل الخارجية البريطانية تأسف على هذا القرار. وبعد مرور عام على ذلك، قرر جامي عام 2014 حظر اللغة الإنجليزية لغةً رسمية، معتبرا إياها "إرثا استعماريا".

وفي يوم الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2015، أعلن جامي بلاده جمهورية إسلامية "لتخليص غامبيا بشكل أكبر من ماضيها الاستعماري"، وقال في خطاب تلفزيوني "تمشيا مع الهوية والقيم الدينية للبلاد، أعلن غامبيا دولة إسلامية، ونظرا لأن المسلمين يمثلون أغلبية في البلد، لا تستطيع غامبيا مواصلة الإرث الاستعماري".

وتعهد جامي في الوقت نفسه بأن يستمر معتنقو الديانات الأخرى في بلاده -البالغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، يمثل المسلمون 95% منهم- في ممارسة شعائرهم بحرية.

محاولة انقلاب
فجر يوم الثلاثاء الموافق 30 ديسمبر/كانون الأول 2014، هاجم عدد من الجنود -بعضهم من عناصر الحرس الرئاسي- القصر الرئاسي الواقع على الجادة البحرية في العاصمة بانجول، في محاولة انقلابية تزامنت مع وجود الرئيس خارج البلاد في "زيارة خاصة".

وقتلت القوات الموالية له ثلاثة من المنفذين، بينهم العقل المدبر لاميه سنيه الذي كان فرّ من الجيش. ونفت الحكومة أن يكون ما حدث محاولة انقلاب، بينما نددت الولايات المتحدة بـ"المحاولة الفاشلة" وأبدت أسفها لسقوط ضحايا خلالها.

الهزيمة
مني جامي بهزيمة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 1 ديسمبر/كانون الأول 2016 أمام مرشح المعارضة آداما بارو الذي حصل على 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% لجامي.

وأقر جامي -في تصريحات بثت مباشرة على التلفزيون- بهزيمته، قائلا "إن الغامبيين قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص لقيادة البلاد"، واتصل بخصمه وهنأه، وقال "أنت الرئيس المنتخب لغامبيا أتمنى لك الأفضل"، مؤكدا أن هذه الانتخابات "كانت الأكثر شفافية في العالم".

وسبق للرئيس الغامبي المنتهية ولايته أن أكد خلال الحملة الانتخابية أنه واثق من فوزه في الاقتراع، وصرح في وقت سابق بأن "رئاسته وحكمه في يد الله، وأن الله وحده الذي يمكنه أن ينزعها منه"، وزعم في إحدى المناسبات أنه سيبقى في الحكم "مليار عام".

لكنه رفض لاحقا الاعتراف بنتائج الانتخابات، مما أدخل البلاد في أزمة سياسية استمرت عدة أسابيع، حيث أعلن حالة الطوارئ قبيل تنصيب آداما بارو.

لاحقا أدى بارو القسم رئيسا جديدا لغامبيا من داخل سفارتها في العاصمة السنغالية دكار بحضور مفوضة المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) وسفرائها ومسؤولين سنغاليين، وتبع ذلك تدخل عسكري لقوات الإكواس بعد ساعات من انتهاء المهلة التي منحتها لجامي لتسليم السلطة سلميا.

وعقب وساطة موريتانية وغينية، أعلن الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي تنحيه عن السلطة ومغادرة البلاد "حقنا للدماء ومنعا للتدخلات الخارجية، وتجنبا لنشوب حرب" في غامبيا، ليتوجه هو وأسرته إلى منفاه الاختياري في غينيا الاستوائية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية