روسيا تعزز قواتها بسوريا وتتهم أميركا بدعم الإرهاب

كشفت صحيفة روسية أمس الجمعة أن موسكو أرسلت المزيد من الطائرات الحربية إلى سوريا لتعزيز غاراتها رغم الانتقادات الغربية لتصعيدها الأخير في حلب وريفها، بينما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أميركا بدعم ما سمها الجماعات الإرهابية في سوريا.

وقالت صحيفة إزفستيا الروسية إن عددا من المقاتلات من طراز "سوخوي 24″ و"سوخوي 34" وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية شمال غربي سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري قوله "إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية في غضون يومين إلى ثلاثة أيام"، وأضاف أنه تم اختيار وحدات وأطقم طائرات سوخوي 25 المقرر إرسال إلى حميميم، وهي بانتظار إذن القيادة.

الجدول الزمني
وقال الكرملين أمس الجمعة إنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سوريا، وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات صحفية إن النتيجة الرئيسة لضربات روسيا الجوية بسوريا هي "عدم وجود تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق".

وكانت روسيا قد بدأت تدخلها العسكري المباشر في سوريا قبل عام، وقالت إنه جاء بناء على طلب النظام السوري من أجل محاربة "الجماعات الإرهابية".

وفي سياق متصل، اتهم وزير الخارجية الروسي في مقابلة تلفزيونية واشنطن بحماية جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تصفها موسكو بالإرهابية، وأضاف لافروف أن بلاده توصلت إلى استنتاج مفاده أن الولايات المتحدة لم تستطع الفصل بين المسلحين والإرهابيين، وأن "هدفها منذ البداية كان حماية جبهة النصرة".

تهديد مرفوض
واعتبر لافروف أن تصريحات الخارجية الأميركية بشأن العواقب المحتملة لعمليات موسكو، تهديد غير مقبول. وطالب الوزير الروسي الجهات التي تتهم موسكو بقصف المدنيين في سوريا بتقديم أدلة على ذلك، موضحا أن روسيا تحاول حماية المدنيين.

وأضاف أنه اقترح على نظيره الأميركي جون كيري الضغط على المعارضة لوقف تعطيل قرارات مجلس الأمن الدولي، وعقد مباحثات سورية سورية دون شروط مسبقة.

كما أوضح أنه أبلغ كيري في اتصال هاتفي استعداد روسيا لمواصلة التعاون بشأن سوريا ودراسة إجراءات إضافية لتطبيع الوضع في حلب.

وكانت روسيا وأميركا توصلتا في الثامن عشر من الشهر الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد شهور من المباحثات بينهما، إلا أنه انهار بعد أسبوع من سريانه لتباشر موسكو ودمشق حملة عسكرية غير مسبوقة على أحياء حلب الشرقية المحاصرة وريف حلب الخاضعين لسيطرة المعارضة السورية المسلحة.

وأدى تصعيد موسكو والنظام لهجمتهما على حلب وريفها إلى مقتل المئات وجرح آلاف الأشخاص.
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن مكالمة الوزيرين كيري ولافروف لم تأت بجديد، لكنها أكدت عدم قطع الاتصالات بين البلدين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية دبلوماسية في سوريا في ضوء الأحداث على الأرض، وأضاف تونر في مؤتمر صحفي أن موقف واشنطن لم يتغير، وأنها لم تغلق الباب أمام التنسيق الدبلوماسي مع روسيا بشأن سوريا، لكنها على وشك تعليق المحادثات معها.

المصدر : الجزيرة + وكالات