أميركا وروسيا ناقشتا "تفادي الصدام" بسوريا

كومبو لوزيري الدفاع الأميركي Ashton Carter والروسي Sergei Shoigu
شويغو (يمين) وكارتر أجريا اليوم الجمعة اتصالا هاتفيا استمر خمسين دقيقة (الجزيرة)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن وزيري الدفاع الأميركي والروسي ناقشا اليوم الجمعة -ولأول مرة منذ ما يزيد على عام- الأزمة في سوريا، واتفقا على زيادة المناقشات لإيجاد آليات بغرض "تفادي الصدام" في سوريا والتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وذكرت الوزارة أن الوزيرين الأميركي آشتون كارتر والروسي سيرغي شويغو أجريا اتصالا هاتفيا استمر خمسين دقيقة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها اليوم إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا تظهر أن هناك التقاء في وجهات النظر بين البلدين بشأن معظم الموضوعات التي نوقشت.

المرحلة التالية
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن خلال زيارة إلى لندن في وقت سابق اليوم الجمعة أن بلاده تأمل إجراء مفاوضات "على مستوى عسكري" مع روسيا حول النزاع في سوريا "قريبا جدا"، مضيفا أن الرئيس باراك أوباما يرى أن إجراء محادثات على مستوى عسكري هي المرحلة المهمة التالية.

وأشار كيري إلى أن المحادثات ستساعد في تحديد بعض الخيارات المختلفة الموجودة، لكنه أشار إلى أن تركيز الولايات المتحدة لا يزال منصبا على قتال تنظيم الدولة الاسلامية والتسوية السياسية في سوريا والتي لا يمكن تحقيقها مع وجود الرئيس بشار الأسد.

وكان البيت الأبيض قال إنه "لا يزال مستعدا لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية" مع موسكو، وأثار المتحدث باسمه جوش إيرنست احتمال مشاركة روسيا في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في سوريا.

وقال إيرنست "سنرحب بمساهمات بناءة من الروس في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، مضيفا "لهذا السبب سنظل مستعدين لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية مع الروس بهدف دعم أهداف التحالف ضد تنظيم الدولة".

يشار إلى أن البنتاغون أوقف العام الماضي مناقشات عالية المستوى مع موسكو بعد ضمها شبه جزيرة القرم وتدخلها في أوكرانيا.

قاعدة اللاذقية
وتعارض واشنطن بقوة دعم موسكو للرئيس الأسد، لكن تعزيز التواجد العسكري الروسي في قاعدة اللاذقية (شمالي سوريا) مؤخرا يثير احتمال القيام بعمليات في المجال الجوي السوري.

ويقول مسؤولون أميركيون إن معدات روسية ثقيلة تشمل دبابات وطائرات مروحية وقوات من مشاة البحرية، نقلت إلى اللاذقية.

وفي تصريح صحفي، قال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك "نريد تجنب حسابات خاطئة.. نريد تجنب المشاكل". لكنه أشار إلى أن روسيا لا تنفذ حاليا مثل هذه العمليات، وأنها لم تفصح بعد عن نواياها.

من جهتها أبدت الخارجية الروسية استعدادها لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن سوريا، وقالت إنها منفتحة على الحوار الآن بشأن كل المسائل محل الاهتمام المشترك بما في ذلك سوريا.

الفشل الأميركي
وعن الموضوع السوري، كتبت صحيفة تايمز البريطانية أن واشنطن تنوي قبول عرضِ موسكو إجراء محادثات ثنائية عسكرية بشأن سوريا، في وقت تتداعى فيه الإستراتيجية الأميركية هناك.

وعزت الصحيفة ذلك إلى رغبة الولايات المتحدة في معرفة سبب بناء روسيا قاعدة عسكرية جنوب اللاذقية، في ضوء مخاوفها من أن هدف موسكو هو ضمان بقاء نظام الأسد.

وتقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل فشل إستراتيجية الغرب في سوريا، فدافع عن بناء بلاده قاعدة عسكرية هناك، وصرّح بأنه بدونها سيكون الوضع أسوأ.

المصدر : الجزيرة + وكالات