مسيرة مليونية بباريس للتنديد بالهجمات الأخيرة
شارك مئات الآلاف، اليوم الأحد، في باريس ومدن فرنسية أخرى، في مسيرات شعبية تندد بالهجمات الدامية التي وقعت الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى مسيرة رسمية بالعاصمة بمشاركة قادة من نحو خمسين دولة.
وقال مراسل الجزيرة، في ساحة الجمهورية، محمد البقالي، إن من المتوقع أن يفوق عدد المشاركين في مسيرة باريس الشعبية المليون، في سابقة هي الأولى في تاريخ فرنسا. وأضاف أن المسيرة الشعبية لم تكن صامتة بخلاف المسيرة الرسمية، بل رفعت شعارات تندد بالعنف والإرهاب وتنادي بالوحدة الوطنية.
وانطلقت المسيرة الأولى من الشارع الذي ينطلق من ساحة الجمهورية باتجاه ساحة الأمة، والثانية نظمت في الشارع الموازي للأول.
المسيرة الرسمية
وشارك، في المسيرة الرسمية، إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خمسون من رؤساء الدول والحكومات، أبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الغابوني علي بونغو، فضلا عن رؤساء وزراء بريطانيا وإيطاليا وتركيا وإسرائيل وغيرها.
وسار الزعماء في مسيرتهم الصامتة مئات الأمتار وسط حراسة أمنية مشددة، ثم وقفوا دقيقة صمت قبل أن يتفرقوا، وقد بقي الرئيس الفرنسي يحاور عددا من المواطنين ومن أقارب ضحايا الهجمات التي وقعت في باريس.
وتم نشر أكثر من ألفين من أفراد الأمن لحماية المسيرة من أي مهاجمين محتملين، وتمركز قناصة على أسطح المباني في حين اختلط رجال شرطة بالزي المدني بالحشود.
مشارب متعددة
من جانب آخر، أشار المراسل إلى أن مئات الآلاف من الذين شاركوا بالمسيرة الشعبية تنوعت مشاربهم الثقافية والدينية والعرقية، إذ حضرت الجالية المسلمة والعربية -سيما المغاربية منها-واليهودية والشباب وكبار السن، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وركزت الشعارات المرفوعة على بث ثلاث رسائل هي التأكيد على الوحدة الوطنية لفرنسا، وأن المسلمين جزء من هذه الوحدة، والدعوة إلى عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب، وإدانة العمليات الإرهابية واعتبار أنها لا تمثل في شيء الإسلام أو المسلمين.
ونبه المراسل إلى أنه لم ترفع في المسيرتين أي شعارات أو لافتات مسيئة للعرب أو المسلمين، وقد مرت في أجواء هادئة.
رهانات ناجحة
وأضاف المراسل أن فرنسا نجحت في رهان خلق وحدة شعبية وخلق صوت واحد في مواجهة الأعمال العنيفة، فضلا عن نجاحها في رهان آخر هو دبلوماسية التضامن من خلال "تحويل باريس إلى عاصمة العالم" وفق ما ذكر هولاند.
ووفق المراسل فإن الحضور الدولي الكبير في مسيرة باريس سيتحول إلى لقاءات دبلوماسية، جزء منها سيخصص لدراسة الأوضاع الأمنية في فرنسا وأوروبا والعالم، وقد ركزت الصحافة الفرنسية على حضور الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتأتي هذه المسيرات عقب مقتل 17 شخصا بينهم صحفيون وأفراد شرطة خلال ثلاثة أيام من العنف الذي بدأ بهجوم بالأسلحة النارية على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة الأربعاء الماضي، وانتهى بخطف رهائن في متجر للأطعمة اليهودية أول أمس الجمعة، وقتل أيضا المسلحون الثلاثة الذين نفذوا الهجمات.