كابريليس يدعو للحوار ويلغي دعوته للتظاهر
دعا زعيم المعارضة في فنزويلا إنريكي كابريليس الحكومة إلى الحوار لحل الأزمة التي تعيشها البلاد في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز نيكولاس مادورو، وأعلن إلغاء تظاهرة كانت مقررة اليوم الأربعاء في مؤشر على التهدئة.
وقال كابريليس في مؤتمر صحفي بمقره بكراكاس "كل الموجودين هنا، جميعنا على استعداد لفتح حوار بهدف حل هذه الأزمة في الساعات القادمة"، وأضاف "لم أسمع في الساعات الأخيرة من السيد مادورو حلا للمشكلة التي تمر بها البلاد أو خطة للخروج من هذه الأزمة".
وبعد أن جدد مطالبته بإعادة فرز بطاقات التصويت، اتهم المرشح الخاسر في الانتخابات الأخيرة الحكومة بالوقوف "خلف حلقات العنف" أثناء التظاهرات التي خلفت سبعة قتلى و61 جريحا منذ مساء الاثنين، حسب حصيلة رسمية أشارت إلى اعتقال 135 شخصا.
وفي مؤشر على التهدئة أعلن كابريليس -الذي يرفض الاعتراف بفوز منافسه- عن سحب دعوته للتظاهر اليوم أمام مقر المجلس الوطني الانتخابي بكراكاس، واعتبر أن من يخرج للتظاهر "سيكون إلى جانب العنف ويخدم مصلحة الحكومة التي ترغب في سقوط المزيد من القتلى في البلاد".
وكان الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو الذي فاز بالانتخابات بفارق يقل عن ثلاثمائة ألف صوت، قد أكد أنه لن يسمح بتنظيم هذه التظاهرة، وقال في تصريح بثته كل قنوات الإذاعة والتلفزيون "لن نرخص للتظاهر بوسط كراكاس، لن تتوجهوا إلى وسط كراكاس لتلطيخه بالقتلى والدماء".
وحمل مادورو المعارضة التي وصفها "بالفاشية" مسؤولية سقوط الضحايا في أعمال العنف التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات، واتهم خصمه كابريليس بمحاولة تدبير انقلاب، وقال إن الولايات المتحدة مولت تلك الأحداث.
موقف واشنطن
من جانبها انتقدت الولايات المتحدة الإعلان رسميا عن فوز مادورو، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل "من الصعب فهم لماذا أعلن المجلس الوطني الانتخابي فوز الرئيس نيكولاس مادورو قبل نهاية عملية إحصاء جديدة للأصوات"، وأوضح أن واشنطن ليست مستعدة للاعتراف بفوز مادورو.
وفيما تبنت كل من بنما والأروغواي موقف الولايات المتحدة ورفضت الاعتراف بفوز مادورو، تواردت التهاني من حلفاء فنزويلا التقليديين، فهنأت البرازيل مادورو، بعد كوبا التي يتلقى نظامها مساعدات نفطية من كراكاس، والأرجنتين والإكوادور وبوليفيا وتشيلي، كما وردت التهاني من قادة روسيا وإيران وبيلاروسيا.
وأعلن رسميا فوز مادورو (50 عاما) الوريث السياسي للرئيس الراحل هوغو شافيز بـ50.75% من الأصوات مقابل 48.97% لكابريليس في الانتخابات التي جرت بعد وفاة الزعيم السابق الاشتراكي في 5 مارس/آذار الماضي إثر إصابته بالسرطان.
ويرى العديد من أنصار شافيز أن انتخاب مادورو يضمن الحفاظ على البرامج الاجتماعية التي أسسها الزعيم الاشتراكي الراحل ومولها بواسطة العائدات النفطية، غير أن هذا الالتزام يبدو صعبا في ظل الأزمة الاقتصادية المخيمة في فنزويلا مع دين يساوي نصف إجمالي ناتجها الداخلي، وتضخم قياسي في أميركا اللاتينية يزيد عن 20%.