أوباما يطلق حملته الانتخابية

أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما رسميا أمس السبت حملته الانتخابية لفترة رئاسية ثانية من ولايتي أوهايو وفيرجينيا تحت شعار "مستعدون للانطلاق". واختار أوباما هاتين الولايتين لافتتاح موسم جولاته الانتخابية نظرا لأهميتهما البالغة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ولقي أوباما ترحيبا حارا بهتافات مدوية من جانب الجماهير التي حضرت أول تجمع انتخابي رسمي له في ولاية أوهايو، حيث افتتح الحملة بخطاب ناري هاجم فيه منافسه الجمهوري ميت رومني، واتهمه بأنه يرغب في تبني "نسخة كربونية من السياسات الفاشلة التي يتبناها متطرفو الكونغرس من الحزب الجمهوري".

وقال أوباما "لقد قطعنا شوطا طويلا للغاية بصورة لا يمكن معها التخلي عن التغيير الذي كافحنا من أجله خلال السنوات الأربع الماضية". وأضاف "هذا ما نكافح من أجله: أميركا واضحة, أميركا منافِسة وكريمة وتتطلع إلى الأمام. هذا ما جعلنا موضع حسد العالم وهو ما يجعلنا عظماء، ولهذا أرشح نفسي مجددا للرئاسة".

أوباما هاجم في خطابه منافسه الجمهوري ميت رومني (الفرنسية)
أوباما هاجم في خطابه منافسه الجمهوري ميت رومني (الفرنسية)

وتحدث أوباما في خطابه عن رؤيته الاقتصادية التي قال إنها "ستضمن تحقيق الفائدة لعموم الأميركيين وليس للأثرياء فقط"، في انتقاد واضح لخصمه رومني الثري الذي -كما قال أوباما- يريد العودة إلى سياسة الإعفاءات الضريبية للإثراء وإلى إضعاف الرقابة المالية التي يرى أوباما أنها كانت سببا في الأزمة.

كما تناول الرئيس الأميركي سياساته الأمنية والخارجية بما في ذلك قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قال أوباما إنه جعل الأميركيين في مأمن.

قضية الهجرة
وقد اختار الرئيس الأميركي إطلاق حملته في ما يسمى بـ"سنكو ديمايو" وهو يوم قومي يحتفي بالإرث المكسيكي, وفي ذلك دلالة على الأهمية التي يوليها أوباما لقضية الهجرة وأصوات المهاجرين من أميركا اللاتينية, حيث يوجد أكثر من عشرة ملايين منهم من دون وثائق رسمية.

وتظهر معظم استطلاعات الرأي أن أوباما يحظى بتأييد شعبي أكبر من رومني بهامش ثلاث نقاط، وأنه يسجل نقاطا في مجال الأمن القومي وبين المجموعات السكانية الحاسمة مثل النساء والناخبين من أصل لاتيني.

ويعرف متتبعو أوباما عنه براعته في التواصل وتمتعه ببلاغة خطابية, وهي مهارات لن يألو جهدا في استخدامها لتذكير الأميركيين خلال حملته بما أنجزه لضرب خصومه الجمهوريين.

الأكثر نشاطا
ويعد أوباما من أكثر الرؤساء الأميركيين نشاطا على صعيد الحملات الانتخابية في التاريخ, فقد حضر منذ الربيع الماضي أكثر من 120 حفلا لجمع التبرعات لحملته، وهذا الرقم يعادل نشاط آخر خمسة رؤساء أميركيين مجتمعين لنفس الفترة، بحسب متتبعي الشؤون الحزبية.

مؤيدو أوباما استقبلوه استقبالا حارا وبهتافات مدوية (الفرنسية)
مؤيدو أوباما استقبلوه استقبالا حارا وبهتافات مدوية (الفرنسية)

وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة تمكنت حملة أوباما من جمع 86 مليون دولار مقارنة بـ18 مليونا لحملة ميت رومني.

يشار إلى أن ولاية أوهايو هي ساحة معركة رئيسية في كل الانتخابات الرئاسية، وتشهد تنافسا شديدا في هذه الانتخابات بسبب كتلتها التصويتية الكبيرة التي كانت من نصيب أوباما عام 2008.

أما فيرجينيا فتعد وافدا جديدا نسبيا إلى ساحة الانتخابات الرئاسية. فقد أدى فوز أوباما هناك في عام 2008 إلى حدوث تحول في الولاية التي كانت أصواتها تذهب للمرشحين الجمهوريين، وتأمل حملة أوباما في استمرار السيطرة على الولاية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل حيث ستجرى الانتخابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات