القبائل الكينية

خريطة المجموعات العرقية الكينية

المجموعات العرقية الكينية (الجزيرة نت)

سيدي أحمد ولد أحمد سالم

توجد بكينيا أكثر من 40 مجموعة إثنية يمكن تصنيفها إلى أربع مجموعات كبرى:

  1. مجموعة القبائل المنحدرة من أصول البانتو، مثل قبيلتي كيكيو ولوهيا.
  2. مجموعة القبائل ذات الأصول النيلية، مثل قبيلة ليوو.
  3. مجموعة القبائل ذات الأصول النيلية الحامية، مثل قبيلتي ماساي وتوركانا.
  4. مجموعة القبائل الحامية، كالقبائل ذات الأصول الصومالية.

قبيلة كيكيو
هي القبيلة الأكثر عددا من بين المجموعات الكينية، وتعود أصولها إلى البانتو التي يعتقد أنها جاءت من غرب أفريقيا. وتقطن قبيلة كيكيو وسط البلاد حول جبل كينيا الذي يطلقون عليه اسم "كيرنياغا" أي الجبل المشع.

وتشكل مناطق سكنهم فضاء من أجود المناطق الزراعية الكينية وأكثرها خصوبة، لذا يزاول أفراد هذه القبيلة الزراعة على عكس القبائل ذات الأصول النيلية التي تمارس تربية الحيوانات في الغالب.

وتذهب أسطورة هذه القبيلة إلى أن تأسيسها يعود لرجل اسمه غيكويو يزعمون أن إلاههم "نغاي" منحه جبل كينيا وأمره بالزواج من زوجته مومبي التي رزق منها تسع بنات تزوجن برجال قدموا من مكان ما فانحدرت من نسلهم مجموعات بشرية كثيرة أصبحت تعرف بقبيلة كيكيو.

ويتكلم أبناء كيكيو لغة البانتو كما تنتشر بينهم اللغة السواحلية فضلا عن الإنجليزية، وكانوا وثنيين ثم انتشرت بينهم المسيحية.

وفي أحضان هذه القبيلة ظهرت حركة الماو ماو المناهضة للاستعمار البريطاني والتي قادت البلاد إلى الاستقلال.

تهيمن كيكيو سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في كينيا منذ استقلالها، وهي تسيطر على الاقتصاد الكيني وعلى الزراعة وخصوصا زراعة تسويق البن.

ومن بين المنحدرين من قبيلة كيكيو أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال جومو كينياتا وثالث رؤساء كينيا الرئيس الحالي مواي كيباكي.

قبيلة لوهيا
هي القبيلة الثانية من حيث الكثافة العددية في كينيا وتشكل نحو 14% من مجموع سكان البلاد، وتوجد في الغرب الكيني حيث تمارس الزراعة في أودية خصبة إلى الشمال من بحيرة فيكتوريا، وهي تنقسم إلى 12 عشيرة كبيرة.

تذهب روايتهم الشفهية إلى أنهم قدموا من مصر في زمن غابر. وتتميز البنية الاجتماعية التقليدية لقبيلة لوهيا بوجود زعيم زمني يلقب باسم "نابونغو" ويلقب نائبه باسم "لوكونغو".

ويعرف عن أبناء قبيلة لوهيا نشاطهم التجاري المربح وحضورهم الثقافي المتميز في كينيا.

قبيلة ليوو
وهي ثالث أهم القبائل الكينية إذ تشكل 12% من مجموع سكان البلاد، وتقطن على ضفاف بحيرة فيكتوريا شرقي كينيا. وللقبيلة امتدادات في شمال تنزانيا وشرق أوغندا.

تعود أصولهم إلى القبائل النيلية حيث يعتقد بأن أجدادهم انحدروا في العصور الغابرة من السودان. وكانت الوثنية منتشرة بين أفراد قبيلة ليوو حتى مجيء الاستعمار البريطاني حيث تحول أغلبهم إلى المسيحية.

وكثيرا ما زاحمت قبيلة ليوو في الميدان السياسي غريمتها قبيلة كيكيو، وذلك منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1963.

يعتبر الصيد أهم نشاط اقتصادي يمارسه أبناء قبيلة ليوو التي تمارس هذه المهنة في أكثر من بلد من بلدان شرق أفريقيا، ويتكلم أفرادها لهجة "دوليو" التي تنتمي إلى مجموعة اللغات النيلية الصحراوية الموجودة بكثرة في أوغندا.

وفي عهد الاستعمار الإنجليزي كان لقبيلة ليوو صلات وثيقة بالمستعمر، ومع ذلك كان لهم دور هام أيضا في استقلال البلاد عن التاج البريطاني. وبعد الاستقلال يوم 12 ديسمبر/ كانون الثاني 1963 عين أوغينغا أودينغا المنحدر من قبيلة ليوو ووالد المعارض الحالي رايلا أودينغا نائبا للرئيس الكيني السابق جومو كينياتا المنحدر من قبيلة كيكيو. غير أن استقالته من منصبه عام 1966 وضعت قبيلة ليوو في صفوف المعارضة المهمشة منذ عهد الرئيس كينياتا.

وينتمي إلى قبيلة ليوو المعارض الكيني رايلا أودينغا كما تعود إليها أصول مرشح الرئاسة الأميركية وشيخ ولاية إلينوي باراك أوباما الذي ينتمي أبوه حسين باراك أوباما هو الآخر إلى قبيلة ليوو.

قبيلة ماساي
توجد أساسا في جنوب كينيا ولها امتدادات في تنزانيا، وهي قبيلة نصف رعوية ولها شهرة في الإعلام تميزها عن سائر القبائل الأفريقية نظرا لعاداتهم في اللباس والأكل والرقص التي يتمسك بها أبناؤها منذ العصور السحيقة ويمتنعون عن تركها رغم التمدن.

وتذهب الأسطورة الشعبية لقبيلة ماساي إلى أن إلاههم (نغاي) منحهم الماشية وأعطاهم مكانا خصبا لتنميتها وسماء تمطر غيثا مستمرا، لذلك فهم يرون لأنفسهم الحق في سرقة مواشي القبائل الأخرى لأن إلاههم أوكل رعايتها إليهم وحدهم حسب معتقدهم.

قبيلة توركانا
توجد في المناطق القاحلة والحارة الموجودة غرب بحيرة توركانا شمال غرب كينيا. وتحتل رعاية قطعان الماشية مكانة جوهرية في حياتها، وتقول أسطورة القبيلة إنهم شعب الثور الرمادي.

ولا تشكل قطعان الغنم والبقر والحمير والإبل مجرد معاش هذه القبيلة، بل تعتبر الماشية قيم التبادل التجارية بينهم وبين غيرهم كما تدفع منها مهور الزواج. ويكثر تعدد الزوجات في قبيلة توركانا، ويتحدد عدد زوجات الرجل بقدر ما يمتلك من قطعان الماشية. وعندما يولد المولود لأسرة فإنها تملكه شاة ومنها يكوّن ثروته في المستقبل.

القبائل ذات الأصول الصومالية
ليست من أكثر القبائل الكينية عددا وتقدر ببضع آلاف، ويتميزون ببشرتهم التي تميل إلى الانفتاح عكس غيرهم من القبائل الكينية التي يغلب عليها السواد الداكن (مثل لون الأبنوس).

تعيش هذه القبائل في الشمال الشرقي الكيني في مناطق شبه جافة، ويغلب على نشاط أبنائها الصيد وتربية الإبل والغنم والبقر.

المصدر : الجزيرة