دعوة عباس لإجراء تحقيق بوفاة الصفدي بسوريا

الموسوعة - باسل خرطبيل المعروف بباسل الصفدي من مواليد دمشق 1981 سوري فلسطيني، وهو مطور برمجي كان يعمل في مجال المصادر المفتوحة. أعتقل في 15 مارس/آذار 2012 ونقله بعدها إلى فرع التحقيق 248 بقي في السجن الانفرادي لمدة تسعة أشهر. وُجهت له تهم "التجسس لمصلحة دولة عدوة"، واُرسل بعدها إلى سجن عدرا بدمشق.
باسل خرطبيل صفدي أعدمه النظام السوري عام 2015 سرا بعد أن ظل معتقلا لديه منذ عام 2012 (ناشطون)

حثت منظمتان حقوقيتان الرئيس الفلسطيني محمود عباس على إجراء تحقيق عاجل بشأن وفاة مهندس البرمجيات البارز باسل خرطبيل صفدي في سجون النظام السوري، ومئات الفلسطينيين الآخرين.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والشبكة السورية لحقوق الإنسان بفتح التحقيق بموجب عضوية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق بما قامت به السلطات السورية بحق فلسطينيي سوريا على مدار السنوات الخمس الماضية.

وأوضحتا أن اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا تعرضوا منذ بدء الثورة السورية عام 2011 للعديد من الانتهاكات التي تصاعدت مع مرور الزمن حتى أصبح استهدافهم "كمجموعة مستقلة بذاتها هدفًا".

وذكرت المنظمتان أن العديد من الجرائم ارتكبت بحقهم ومنها ما يرقى لأن يصنف جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب كالتصفيات الجسدية واستهداف الأحياء والمخيمات الفلسطينية المدنية بـ البراميل المتفجرة والاعتقالات التعسفية والتعذيب.

وطالبتا بتقديم نتائج التحقيق للمحاكم المحلية الفلسطينية لملاحقة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم من أجل العدالة، ومنع سياسة استمرار الإفلات من العقاب.

وفي وقت سابق، أفاد ناشطون ومصادر حقوقية وعائلية بأن السطات السورية نفذت حكم الإعدام بحق صفدي عام 2015 بعد أن ظل معتقلا لديها منذ مارس/آذار 2012.

وكتبت أرملته نورا غازي على صفحتها في فيسبوك في وقت متأخر من مساء الثلاثاء "غصت الكلمات في فمي وأنا أعلن اليوم باسمي واسم عائلة باسل وعائلتي تأكيدي لخبر صدور حكم إعدام وتنفيذه بحق زوجي باسل خرطبيل صفدي".

وأوضحت أن إعدامه جرى "بعد أيام من نقله من سجن عدرا (ريف دمشق) في أكتوبر/تشرين الأول 2015 … نهاية تليق ببطل مثله". وأضافت "يا خسارة سوريا يا خسارة فلسطين يا خسارتي".

وعلى موقعها على تويتر كتبت منظمة العفو الدولية "يؤلمنا تأكيد خبر إعدام الناشط باسل خرطبيل صفدي سنة 2015 في #سوريا. فلترقد روحه بسلام". وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نبأ إعدامه.

صفدي حصد عددا من الجوائز منها جائزة مؤشر الرقابة على حرية التعبير الرقمية، واختير من قبل مجلة فورين بوليسي ضمن قائمة المفكرين المئة الأهم بالعالم لعام 2012

حملة قمع
وكانت السلطات السورية قد اعتقلت صفدي في مارس/آذار 2012 ضمن حملة القمع التي نفذها النظام لمواجهة الاحتجاجات السلمية بعد عام من اندلاعها.، وبقي محتجزا بمعزل عن العالم الخارجي لمدة ثمانية شهور بسجن المخابرات العسكرية في كفرسوسة وبعدها في سجن صيدنايا العسكري حيث تعرض طيلة ثلاثة أسابيع "لشتى أنواع التعذيب" وفق بيان منظمات حقوقية.

وصفدي سوري من أب فلسطيني، وهو مهندس حاسوب بنى مسيرته المهنية في تطوير البرمجيات والويب. وقبل توقيفه، استخدم خبرته التقنية للمساهمة في تعزيز حرية التعبير والوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت. وتتضمن مشاريعه تأسيس "مبادرة المشاع الإبداعي" في سوريا، وهي منظمة غير ربحية تتيح للناس مشاركة أعمال فنية وغيرها عن طريق أدوات قانونية مجانية.

وحصد عددا من الجوائز منها "جائزة مؤشر الرقابة على حرية التعبير الرقمية" عام 2013 لاستخدامه التكنولوجيا لتعزيز حرية وانفتاح الإنترنت. كما اختير من قبل مجلة "فورين بوليسي" ضمن قائمة المفكرين المئة الأهم بالعالم لعام 2012 "لإصراره، رغم كل الظروف، على سلمية الثورة في سوريا".

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أوردت عام 2016 أن احتجاز صفدي "يبدو نتيجة مباشرة لعمله الشرعي والسلمي من أجل الترويج للحق في حرية التعبير وحمايته".

وقتل أكثر من ستين ألف شخص إعداما أو تحت التعذيب في سجون النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقدر عدد المعتقلين بأكثر من مئتي ألف شخص.

المصدر : الجزيرة