مسيرة برام الله احتجاجا على انتهاكات السلطة
ميرفت صادق-رام الله
وجاءت المسيرة الحاشدة بعد يوم من قمع الشرطة والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية مظاهرة مناهضة لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج، الذي اغتالته وحدة إسرائيلية خاصة فجر الاثنين الماضي، وخمسة من رفاقه سبق أن اعتقلتهم السلطة جميعا بتهمة تشكيل خلية عسكرية وحيازة أسلحة غير مرخصة.
وعُدت المسيرة من أضخم الفعاليات المناهضة للسلطة الفلسطينية منذ المظاهرات التي نظمها الحراك الشبابي الفلسطيني ضد نية وزير الجيش الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله صيف 2012.
وهتف المشاركون بالمسيرة ضد التنسيق الأمني وملاحقة النشطاء الفلسطينيين ومحاكمتهم، وطالبوا باستقالة الرئيس عباس، ولم تسجل احتكاكات مع الأمن الفلسطيني الذي لم يتواجد بلباسه العسكري في وسط المدينة.
وقالت مصادر من الحراك الشبابي إن عناصر أمنية فلسطينية اعتقلت خلال المسيرة الناشط علي نخلة من رام الله، وهو ما أكدته عائلته، وذلك بالتزامن مع اعتقال اثنين من الطلبة المحسوبين على الجبهة الشعبية من سكنهم الجامعي في جامعة القدس.
أجندة فلسطينية
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "أجندتي فلسطينية" و"محاكمة الثوار خيانة" إلى جانب صور الشهيد باسل الأعرج ورفاقه الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال الناشط السياسي حافظ عمر إن حجم المشاركة الواسعة في المسيرة رد على من اتهم الحراك المدافع عن حق الشهيد الأعرج ورفاقه الأسرى بأنهم يمثلون "أجندات خارجية"، وذلك في إشارة إلى تصريحات الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري بهذا الخصوص.
وأضاف أن الجماهير الفلسطينية ترفض ما تعرض له الشهيد الأعرج من اعتقال وملاحقة قبل اغتياله بالرصاص الإسرائيلي، كما ترفض التنكيل بها وبأهالي الشهداء والأسرى في مظاهرات سلمية.
وشارك في المسيرة القيادي بحركة الجهاد الشيخ خضر عدنان، الذي تعرض للضرب والاعتقال خلال مظاهرة الأحد، وقال إن المسيرة الضخمة دليل وحدة كل الأطياف الفلسطينية التي شاركت وهي رد على الاحتلال الإسرائيلي الذي اغتال الأعرج.
وأضاف أنها أكبر رد على المساس بعائلات الشهداء والأسرى، خاصة بعد الاعتداء على والد الشهيد باسل الأعرج خلال مظاهرة رام الله الأحد، مطالبا السلطة الفلسطينية "بأن تعود إلى رشدها".
لجنة تحقيق
وردا على إعلان السلطة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق في أحداث القمع أمام مجمع المحاكم، قال عدنان إن تجربة الفلسطينيين مع لجان التحقيق غير مشجعة، وحتى الآن لم يعرف من يقف وراء قتلة مطلوبين في نابلس أو نتائج التحقيق في انتهاكات داخلية عديدة.
وخلال المسيرة، ارتدى عدد من الصحفيين الفلسطينيين دروعا وخوذا واقية من الرصاص بناء على دعوة نقابة الصحفيين الفلسطينيين في رسالة احتجاج على القمع والضرب الذي تعرض له عدد منهم خلال تغطيتهم مظاهرة مجمع المحاكم في اليوم السابق.