الأسرى وأمهاتهم بين سلاحي الجوع والصبر
لا يمنع تقدم السن واجتماع الأمراض على والدة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام منير أبو شرار، من المشاركة في الفعاليات التضامنية مع ابنها وزملائه المضربين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ما بين البكاء واستقبال المتضامنين ووسائل الإعلام تمضي أم منير (65 عاما) ساعات طوالا في منزلها ببلدة دورا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية. لكنها تقول إن مجيء الضيوف -حتى لو كانوا من الصحفيين- يخفف عنها بعض أحزانها، ويعزز لديها الأمل بانتصار ابنها في معركة الأمعاء الخاوية مع سجانيه.
وبدأ الأسير منير أبو شرار (32 عاما) إضرابه عن الطعام مع خمسة آخرين من أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري دون تهمة يوم 20 أغسطس/آب الماضي، فعوقبوا جميعا إما بالعزل أو بنقلهم إلى مكان مجهول.
الاعتقال الثالث
وظلت أم منير محافظة على تقاليد تعودت عليها، وهي إخفاء وجهها عن الرجال وعند ملاحظة الكاميرات ووسائل الإعلام، لكنها اليوم وجدت نفسها فجأة أمام عشرات وسائل الإعلام، سواء في الاعتصامات أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو في الفعاليات التضامنية.
ويعد الاعتقال الحالي الثالث لابنها الأسير، وتقول إنه صدر بحقه حتى الآن ثلاثة أوامر اعتقال إدارية مدة كل منها ستة أشهر، في حين هددته سلطات الاحتلال بتجديد اعتقاله بعد انتهاء أمر الاعتقال الإداري الحالي.
وتقول أم منير إنها تضعف كلما تذكرت الأسرى الذين أضربوا لشهور طويلة، لكنها تستقوي على ضعفها وتواجه حزنها بسلاح الصبر، بينما يواجه ابنها سجانيه بسلاح الجوع، معربة عن أملها في أن تكون معركته قصيرة وتنتهي بالإفراج عنه من اعتقال تقول إن كل العالم يعترف بأنه ظالم.
وتضيف أنها ممنوعة من زيارته ولا تعلم شيئا عن أخباره بعد عزله عن باقي الأسرى في سجن النقب، لكنها تتعالى على جراحها وترتسم على شفتيها ابتسامة أمل لتقول إنها بانتظار ساعة الإفراج عن ابنها البكر لتخطب له وتزوجه قبل أن يعود ثانية إلى السجن.
وتقيم عائلة الأسير منير وناشطون فلسطينيون خيمة اعتصام تضامنية وسط بلدته، تحتضن مختلف الفعاليات التضامنية بمشاركة ناشطين ومتضامنين وسياسيين من مختلف الفصائل، لكنها تأمل أن يكون هناك تفاعل مؤسساتي أكبر مع قضية الأسرى.
إضراب مستمر
ويواصل سبعة أسرى فلسطينيون إضرابهم عن الطعام في سجون الاحتلال ضد الاعتقال الإداري، بينهم ستة من الجبهة الشعبية. والأسرى المضربون إضافة إلى منير هم: الصحفي نضال أبو عكر، وشادي معالي، وغسان زواهرة وبدر رزة، وجميعهم شرعوا في إضرابهم يوم 20 أغسطس/آب الماضي.
كما يواصل الأسير بلال عمر داود إضرابه منذ 24 أغسطس/آب ويعاني من وضع صحي صعب ومشاكل مزمنة في الدماغ ولا يقدم له أي علاج، بينما يستمر الأسير السابع سليمان توفيق إسكافي من مدينة الخليل إضرابه منذ الأول من الشهر الجاري.
ويقول نادي الأسير إن الوضع الصحي للأسير إسكافي في تراجع، حيث يعاني من التهابات المفاصل منذ اعتقاله، فضلا عن حالة إعياء وإرهاق.
وحسب النادي فإن الاحتلال يعزل الأسيرين بدر ومنير في عزل سجن النقب، بينما نقل الأسرى نضال وشادي وغسان إلى مكان غير معروف، موضحا أن محامي النادي يواجهون مضايقات عند محاولة زيارة الأسرى المضربين.
وفي سياق متصل حذّر نادي الأسير اليوم الاثنين من تدهور الحالة الصحية للأسير الإداري ربيع عطا جبريل، موضحا أنه مصاب بتشمّع الكبد ويعاني من عدم انتظام نبضات القلب، ومع ذلك ترفض سلطات السجون تزويده بالأدوية اللازمة.