"القمع" يشعل انتفاضة بسجون مصر

Egyptian Muslim Brotherhood senior member Mohamed Beltagy shows a four-finger sign, called Rabaa (four) in Arabic as he stands at the defendant's cage during his trial in the police institute near Cairo's Turah prison on December 11, 2013. The trial of Egypt's Muslim Brotherhood chief Mohamed Badie and his deputies on charges related to protest deaths came to an abrupt end when the judges walked out, citing chaos in the dock. AFP PHOTO/MAHER ISKANDER
القيادي الإخواني محمد البلتاجي نفذ سابقا إضرابا عن الطعام داخل السجن (الجزيرة)

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

"سيسمع العالم كله انتفاضتنا ويرى بعينه حجم الانتهاكات والقهر الذي نتعرض له من حكومة الانقلاب في مصر وستكون أمعاؤنا الخاوية أداة مقاومة ونضال".

بهذه الكلمات عبر أبو أحمد المعتقل في سجن وادي النطرون عن أسباب مشاركته في "انتفاضة السجون" التي يعتزم نحو 18 ألف معتقل في 17 سجنا تنظيمها في 30 أبريل/نيسان الجاري.

وفي رسالة للجزيرة نت، قال أبو أحمد "نتعرض للموت البطيء دون أن تهتم لأمرنا أي جهة محلية أو دولية، وليس أمامنا حل سوى الإضراب عن الطعام والامتناع عن حضور تحقيقات النيابة".

وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ مصر أن تشهد إضرابا جماعيا لأكثر من 18 ألف معتقل عن الطعام في سجون برج العرب والحضرة ودمنهور وأبو زعبل ووادي النطرون وطرة والمزرعة والقناطر الخيرية وجمصة والعقرب وأسوان والفيوم والإسماعيلية وأسيوط والوادي الجديد والمستقبل وطنطا العمومي.

وكان بعض السجناء أضربوا عن الطعام فرديا، مثل القيادي الإخواني محمد البلتاجي، ومراسل قناة الجزيرة عبد الله الشامي.

قلق بالغ
واعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن قلقه البالغ لما وصلت إليه حالة الحريات العامة وحقوق الإنسان في مصر، في ظل ما يقوم به "الانقلابيون" من اعتقالات عشوائية طالت كل فئات الشعب المصري.

علي الدين:

المتوقع أن يصل عدد المعتقلين المشاركين في الإضراب عن الطعام إلى نحو 23 ألف معتقل معظمهم من مناهضي الانقلاب

من جانبها، أكدت أسماء سعيد -ابنة أحد المعتقلين- أن نزلاء سجن وادي النطرون سبق أن تعرضوا لعدة مضايقات بسبب إضرابهم عن الطعام وامتناعهم عن المثول أمام النيابة.

وأضافت للجزيرة نت أن أوضاع المعتقلين في سجن وادى النطرون متدهورة جدا، حيث قامت إدارة السجن بقطع المياه عنهم ووضع 80 معتقلا في زنزانة مساحتها 3×6 أمتار.

وقالت سعيد إن هناك أمراضا بدأت تنتشر بين المعتقلين بسبب سوء التغذية والتكدس الشديد وقلة التهوية وعدم التعرض للشمس لفترات طويلة.

وتيرة التعذيب
بدوره أكد عضو اللجنة القانونية للتحالف الوطني لدعم الشرعية عمرو علي الدين أن انتفاضة السجون المصرية بدأت نتيجة ارتفاع وتيرة التعذيب داخل المعتقلات وأقسام الشرطة.

وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن بعض السجون المشاركة بدأت الانتفاضة فعليا، مضيفا أن السجناء الجنائيين تضامنوا مع المعتقلين السياسيين في بعض السجون.

وأردف قائلا "من المتوقع أن يصل عدد المعتقلين المشاركين في الإضراب عن الطعام إلى نحو 23 ألف معتقل معظمهم من مناهضي الانقلاب".

الطاهر: وفاة أي معتقل جراء إضرابه عن الطعام تعد انتحارا ولا ترتب أي مسؤولية جنائية على مصلحة السجون

وقال إن إدارة سجون طنطا وأبو زعبل والأبعادية بدمنهور تمارس إجراءات وحشية لمنع المعتقلين من مواصلة الإضراب عن الطعام.

وعن أبرز الانتهاكات التي دفعت المعتقلين لهذه الانتفاضة، أوضح علي الدين أنها تتنوع بين المنع من ممارسة الشعائر الدينية والزيارات وتفتيش الطعام بشكل غير آدمي وقطع المياه معظم اليوم.

وأشار إلى أن أبرز مطالب المعتقلين تتمثل في السماح للطلاب بأداء الامتحانات، وفتح الزنازين طوال اليوم للتريض وعرض المرضى على الأطباء. وقال إن هناك 53 حالة وفاة نتيجة الإهمال الطبي في السجون.

في المقابل، اعتبر مساعد وزير الداخلية السابق اللواء عمر الطاهر الدعوات للإضراب عن الطعام محاولة بائسة من جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية" لإيهام العالم الخارجي، بأنها تعاني من القمع داخل السجون.

وأضاف في تصريحات صحفية أن القانون لا يعطي أي معتقل الحق في الامتناع عن المثول أمام قضاة التحقيق، بل يخول إدارة السجون إجبار المتهم على تنفيذ استدعاء النيابة العامة له.

وأشار الطاهر إلى أن وفاة أي معتقل جراء إضرابه عن الطعام تعد انتحارا ولا ترتب أي مسؤولية جنائية على مصلحة السجون، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة