أميركا تسلم كندا أصغر معتقل بغوانتانامو
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس السبت أنها سلمت كندا المعتقل عمر خضر، وهو أصغر معتقل في غوانتانامو، حيث سيقضي في بلده باقي العقوبة التي حكم عليه بها بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وعاد خضر (26 سنة، وكان يبلغ 15 عاما عندما اعتقل) إلى كندا التي ولد فيها لأب من أصول مصرية، وهو الآن وفق مسؤولين حكوميين يوجد في سجن بولاية أونتاريو تحت رقابة أمنية مشددة.
ونقلت وسائل إعلام كندية عن مسؤولين حكوميين قولهم إن خضر وصل إلى قاعدة للقوات الكندية في ترنتون ونقل إلى مؤسسة ميلهافن في باث بأونتاريو حيث سيمضي بقية عقوبته.
وأمضى خضر -وهو آخر معتقل غربي بغوانتانامو- عشر سنوات بغوانتانامو، إذ اعتقل بأفغانستان في يوليو/تموز 2002 بعد قتال مع القوات الأميركية هناك، أصيب خلاله بجروح خطيرة بكتفه وفقد عينه اليسرى، وخضع لعدة عمليات جراحية قبل نقله إلى قاعدة بغرام الأميركية بأفغانستان ثم إلى غوانتانامو.
وبموجب اتفاق مع هيئة الادعاء عام 2010 اعترف خضر بالمسؤولية عن مقتل جندي أميركي يدعى كريستوفر سبير بقنبلة بأفغانستان عام 2002، مقابل أن يتم نقله إلى كندا ليمضي باقي عقوبته هناك.
ووافق خضر على عقوبة بالسجن ثماني سنوات، على أن يمضي السنة الأولى منها في غوانتانامو تحت رقابة أميركية.
دعوة للتحقيق
وكانت قضية خضر -الذي اعتقل بأفغانستان وعمره 15 سنة- قد أثارت الجدل بكندا وخارجها بسبب صغر سنه عند القبض عليه وظروف احتجازه ومحاكمته وتباطؤ المسؤولين الكنديين في قبول عودته إلى البلاد.
وأطلق السيناتور الكندي روميو دالير -المدافع عن المجندين الأطفال- في يوليو/تموز الماضي عريضة تطالب بإعادة خضر إلى بلاده، وجمع أكثر من 27 ألف توقيع.
ويسمح القانون الكندي مبدئيا بأن يحظى خضر بإطلاق سراح مشروط بعد سنة من عودته.
وتعليقا على تسليم خضر، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) بالولايات المتحدة سوزان نوسل إن عملية النقل "تمثل تقدما" غير أنها دعت إلى ضرورة إغلاق معتقل غوانتانامو الذي لا يزال فيه 166 معتقلا حتى الآن، طبقا للبنتاغون.
وأضافت أن السلطات الكندية يجب أن تحقق أيضا في ما قاله خضر من تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه بالمعتقل، وتابعت "كندا لديها الفرصة الآن لتصحيح بعض من هذه الأخطاء".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تعهد بعد توليه السلطة بداية عام 2009 بإغلاق معتقل غوانتانامو وإعادة محاكمة بعض المعتقلين فيه وتسليم آخرين لدول أخرى، لكنه عدل عن ذلك بعدما اصطدم بمعارضة سياسية من الكونغرس، وبعدما وجد صعوبات في إيجاد دول تقبل إيواء بعض هؤلاء المعتقلين.