أربعة أمور تجعل طفلك نرجسيا.. ما هي؟

ميدان - النرجسية - بروفايل
كيف تحمي طفلك من أن يكبر ويصبح نرجسيا؟ (مواقع التواصل الاجتماعي)

يعاني الشخص النرجسي من اضطراب الشخصية الذي يتميز بنمط العظمة طويل الأمد والحاجة الماسة للإعجاب، حيث تجده دائم الاهتمام بمظهره وحضوره أمام الآخرين، فما هي العوامل التي قد تجعل طفلك نرجسيا؟

ووفقا لنظرية عالم النفس سيغموند فرويد عن اضطراب الشخصية النرجسية التي أوضحها في أطروحته التي نشرت عام 1914 بعنوان "مقدمة إلى مفهوم النرجسية"، فإن الشخص النرجسي يتميز بالغيرة من الآخرين والعجرفة عليهم.

كما يعاني من فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين وعدم تقبلها بالإضافة إلى السخرية منها فيعتقد الشخص بتميزه وفرادته عن غيره، إذ يمتلك شعورا متضخما بأهميته ويستحوذ عليه وهم النجاح والتألق والانشغال في المبالغة بإنجازاته.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعتمد على الآخرين في حصوله على قيمته الذاتية، كما أنه يعتقد بكونه شخصا أساسيا وذا أهمية قصوى في حياة من حوله، حيث لا يقوى أحد على الاستغناء عنه، فخلف الشخصية الواثقة في نفسها حد التمرد تقبع شخصية أخرى -مختلفة تماما- متمركزة حول ذاتها ومعجبة بنفسها حد التضخم، متفننة في اللعب على مشاعر الآخرين وعقولهم، وعلى عكس ما يظهره هؤلاء الأشخاص من الجرأة والدبلوماسية والاستقرار فإنهم يفتقرون إلى الاستقرار النفسي والسلام الداخلي حيث يعانون من القلق المستمر، ويلحظ عليهم الانفعال من النقد الموجه لهم ويرفضون سماع الرأي المخالف لرأيهم.

ووفقا لدراسات وخبراء، فإن من العوامل التي قد تزيد خطر تطوير الطفل شخصية نرجسية هي طريقة تربيته، ونستعرض هنا أربعة أمور قد تزيد خطر ذلك:

أولا: تقييم الطفل وتعظيمه أكثر من الواقع (overvaluing)، فالآباء الذين يخبرون أطفالهم بأنهم أكثر تميزا أو يستحقون أكثر من غيرهم قد يلعبون دورا في تطوير النرجسية.

ومع أن الوالدين قد يبالغان في تقدير إنجازات طفلهما بهدف المساعدة في تعزيز احترام الطفل لذاته إلا أن ذلك يبدو أنه قد يؤدي إلى صفات نرجسية وليس شعور الطفل بالثقة بنفسه.

ثانيا: مدح ذكاء الطفل وليس قدراته، إذ إن المدح المفرط للذكاء (والقدرات الفطرية الأخرى) يمكن أن يؤدي إلى شخصية نرجسية.

بالمقابل، يؤدي الثناء على عمل الطفل الجاد وجهوده إلى تعزيز دوافع القيام بعمل أفضل.

ثالثا: الحب المشروط، إذ ينشأ بعض الأطفال في بيئة يعطون فيها الحب فقط إذا حققوا شيئا مثل نجاح دراسي أو رياضي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور ضعيف بالهوية.

والمشكلة هو أن الأب لا يكون مهتما بطفله أو ما يجعله سعيدا، وكل ما يهمه هو أن تبدو العائلة جيدة للبيئة المحيطة، مما سوف يشعر الطفل بالأمان فقط إذا كان "الأفضل"، مما يؤدي إلى الميول النرجسية.

هذا التقدير المتدني للذات سيؤدي إلى شعور الطفل كما لو أنه يضطر إلى إخماد الآخرين من حوله حتى يشعر بشكل جيد تجاه نفسه.

رابعا: الإهمال، إذ قد يؤدي إهمال الوالدين للطفل إلى تطويره مفهوما غير واقعي عن نفسه مع شعور مضخم بالذات كآلية مواجهة لإهماله و"احتقاره" من قبل الأهل فيصبح نرجسيا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية