نمو التجارة الخارجية لقطر.. هل أصبح الحصار وراء الظهور؟

A general view of the Qatari Hamad port in the capital Doha on June 14, 2017. / AFP PHOTO / Karim JAAFAR (Photo credit should read KARIM JAAFAR/AFP/Getty Images)
ميناء حمد لعب دورا مهما في كسر الحصار عن قطر عبر فتح خطوط كثيرة مع العالم الخارجي (غيتي-أرشيف)

 محمد أفزاز-الجزيرة نت

يبدو أن "الحصار على قطر أصبح وراء الظهور" بعدما تبددت آثاره في ظل نمو المبادلات التجارية للدوحة مع العالم الخارجي، وتوقعات بتوسع أكبر في المستقبل بدعم من الإجراءات السريعة التي اتخذتها الدولة ودينامية القطاع الخاص في مواجهة هذا الحصار، وفق ما يعتقد مراقبون.

وتظهر بيانات حديثة أن واردات قطر قفزت 11.2% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي مسجلة ما قيمته 12.3 مليار ريال (3.4 مليارات دولار)، كما زادت بنسبة 52.9% عن الشهر السابق.

وتشير البيانات أيضا إلى أن الحصار لم يعطل الصادرات القطرية بشكل يذكر، حيث قفزت هي الأخرى بنسبة 11.9% على أساس سنوي لتبلغ 21 مليار ريال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما رفع الفائض التجاري بنسبة نمو قريبة من 13% لتصل 8.7 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

ويؤكد محمد مهدي عجيان الأحبابي رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة قطر أن بلاده تجاوزت آثار الحصار منذ الأسابيع الأولى بفعل الإجراءات السريعة التي اتخذتها الدولة من جهة، وسرعة تفاعل القطاع الخاص مع تحديات المرحلة الجديدة من جهة ثانية، مشيرا إلى أن الدوحة تتطلع الآن إلى الاستفادة من وضعها الاقتصادي القوي في تعزيز شراكاتها التجارية مع الخارج.

ويقول الأحبابي للجزيرة نت "صحيح أن الحصار كانت له آثار اجتماعية، لكن تجاريا واقتصاديا أصبح الآن وراء ظهورنا".

تشريعات جاذبة
ويضيف الأحبابي أن "قطر سخرت إمكاناتها القوية لتجاوز آثار الحصار منذ الوهلة الأولى وقد نجحت في ذلك".

ويوضح أن الحصار كانت له انعكاسات إيجابية على صعيد تسريع تنفيذ المشاريع وإصدار القوانين والتشريعات التي تساعد على تكثيف حجم الاستثمار المحلي وجذب رؤوس الأموال الأجنبية وتنشيط التجارة مع العالم الخارجي.

 الأحبابي: قطر سخرت إمكاناتها القوية لتجاوز الحصار وقد نجحت (الجزيرة)
 الأحبابي: قطر سخرت إمكاناتها القوية لتجاوز الحصار وقد نجحت (الجزيرة)

ويعتبر الأحبابي أن وضع قطر بعد الحصار أصبح أفضل مما كان عليه قبل هذه الأزمة، وأن رجال الأعمال تحرروا في الوقت الحالي من قوانين وأنظمة التكامل الاقتصادي الخليجي، الشيء الذي سمح لهم بالاستفادة من فرص صناعية وتجارية أكبر لم تكن متاحة في السابق.

وتكشف بيانات رسمية صدرت في وقت سابق نمو الإنتاج الصناعي القطري 7.4% في سبتمبر/أيلول الماضي مقارنة بالشهر ذاته من العام 2016، وفق ما أوردت وكالة رويترز.

ويتوقع الأحبابي أن تزيد وتيرة المبادلات التجارية لقطر مع الخارج، خاصة في ظل وجود منطقة حرة وميناء حمد الذي استطاع أن يفتح خطوطا كثيرة نحو العالم، بجانب فتح خط بري ينقل السلع من تركيا إلى إيران ومن ثم إلى الدوحة في مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام.

ترحيب دولي
ويقول الأحبابي إن هناك ترحيبا كبيرا بقطر في الأسواق العالمية، لكن "لدينا دول وقفت معنا سياسيا وتجاريا فنحن نتعاون معها بشكل أكبر مثل عُمان والكويت وتركيا وإيران".

وتفيد معطيات حديثة لغرفة تجارة وصناعة بأن الصادرات القطرية غير النفطية توجهت إلى 57 دولة خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقارنة بـ52 دولة خلال سبتمبر/أيلول الماضي، في حين حافظت سلطنة عمان على مركزها الأول بقائمة الدول المستقبلة للصادرات القطرية غير النفطية.

‪عبد الغني: قطر حققت نسبة جيدة من الاكتفاء الذاتي‬ (الجزيرة)
‪عبد الغني: قطر حققت نسبة جيدة من الاكتفاء الذاتي‬ (الجزيرة)

ووقعت إيران وقطر وتركيا أول أمس الأحد مذكرة تفاهم تنص على تسهيل حركة النقل بين هذه الدول، وتيسير عبور البضائع، والتعاون في مجال النقل البري والبحري.

ويعتقد المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية طه عبد الغني أن قطر بإمكانياتها الكبيرة نجحت في أن تتجاوز "الأسوأ" لكن لا تزال هناك آثار على المستهلك من جهة الأسعار لم يتم تجاوزها بالكامل.

ويقول عبد الغني للجزيرة نت إن قطر استطاعت أن تحقق نسبة جيدة على مستوى الاكتفاء الذاتي، مضيفا أنه مع مرور الوقت ستصبح الدولة أقوى وأكثر اعتمادا على نفسها.

ووصف التحركات القطرية لمواجهة آثار الحصار بـ"الإيجابية"، وقال كلما مر الوقت تمكنت الدولة من فتح خطوط جديدة للتجارة، وهذا سيقلص من التكاليف.

وبحسب بيانات لوكالة رويترز، قد قفز التصنيع الغذائي في قطر 23.5% في ظل تشجيع الحكومة الشركات على زيادة الاكتفاء الذاتي لقطر من الغذاء.

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي فرضت السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر حصارا بريا وبحريا وجويا على قطر.

المصدر : الجزيرة + وكالات