قلق على زراعة فلسطين لقلة المطر

المواطن ياسين ضبابات من الاغور الشمالية قال إنه متخوف من زراعة ارضه كاملة بسبب قلة المياه والاحتلال- الجزيرة نت
ياسين ضبابات تفاقمت مشكلاته جراء انحباس الأمطار وارتفاع الحرارة ومنغصات الاحتلال (الجزيرة نت)

لم يُقْدم الحاج ياسين ضبابات من قرية الفارسية بالأغوار الشمالية حتى الآن على زراعة أرضه، بعد أن زادت خشيته من عدم الحصول على ناتج جيد من المحصول جراء انحباس الأمطار حتى وقت متأخر من هذه السنة.

 

وقال للجزيرة نت إن معاناته تضاعفت بسبب تأخر الأمطار وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة، إضافة إلى منغصات الاحتلال الذي لم يكتف بمصادرة أرضه وهدم بيته بل سرق المياه المخصصة لمزروعاته.

 

وأضاف أن جزءا قليلا من مساحة أرضه التي تزيد عن 50 ألف متر مربع سيتم زراعته.

 

تراجع الأراضي المزروعة

ووسط هذه المعاناة، حذر خبراء ومسؤولون فلسطينيون من تضرر القطاع الزراعي بشكل كبير جراء تأخر سقوط الأمطار، حيث تراجعت نسبة الأراضي المزروعة إلى النصف تقريبا خاصة في الأغوار الفلسطينية التي تعد سلة غذاء الضفة الغربية.

 

وقال إياد أبو ردينة من مركز الدراسات البيئية والمائية إن كمية المياه التي سقطت حتى الآن بالمناطق الفلسطينية لم تصل للمعدل السنوي في مثل هذا الوقت، حيث تقدر بأقل من 4% من أصل 20% من معدل الأمطار العام الذي يصل إلى 650 ملم سنويا.

 

وأكد للجزيرة نت أن عوامل التغير المناخي بدأت تظهر بالمناطق الفلسطينية التي أصبحت تتجه نحو الجفاف.

 

"
تراجعت الزراعة بمناطق الأغوار من 50 ألف دونم إلى 28 ألفا، كما أن استيراد الفلسطينيين من محاصيل الأعلاف الذي يصل إلى 90% من الاستهلاك

سنويا سيزيد إلى 100% هذا العام
"

وقال إن هناك بعض المحاصيل التي تأخرت زراعتها نتيجة لقلة الأمطار، وبالتالي ستفقد جزءا كبيرا من إنتاجها.

وأوضح أن الأمطار التي قد تأتي لاحقا ستكون في أوقات غير ملائمة لكثير من المزروعات وللتربة. ولفت إلى أنها تأتي على فترات قصيرة وبشكل غزير وأن هذا لا يفيد المزروعات.

 

وبخصوص مناطق الأغوار التي تعتمد الزراعة فيها بشكل كبير على الري، فإن تأثرها سيكون أكبر نتيجة لغياب الأمطار وسحب إسرائيل للمياه السطحية والجوفية وتجفيفها للمنابع حيث تسرق إسرائيل أكثر من 50% من مياه الأغوار.

 

كما أن استغلال المياه الجوفية، إن سمح الاحتلال بذلك، يتطلب أموالا ضخمة لا يملكها الفلسطينيون.

 

يضاف إلى ذلك عزوف المزارعين بسبب غياب الدعم والجدوى الاقتصادية، وهو ما يترتب عليه تراجع في كمية المنتج الفلسطيني والاعتماد أكثر على نظيره الإسرائيلي وبالتالي تضاعف الأسعار.

 

وقد حذر وزير الزراعة في حكومة تسيير الأعمال برام الله إسماعيل دعيق من زيادة التأثيرات السلبية لقلة الأمطار خاصة على قطاعي الرعي والزراعات الحقلية كالقمح.

 

وأضاف أن ارتفاع الحرارة وقلة الأمطار والصقيع وانتشار الحشرات الفتاكة بشكل كثيف، كلها عوامل تزيد معاناة المزارع وتجعله يعزف عن الزراعة.

 

وقال دعيق للجزيرة نت إنه نتيجة لذلك تراجعت الزراعة بمناطق الأغوار من 50 ألف دونم إلى 28 ألفا، كما أن استيراد الفلسطينيين من محاصيل الأعلاف الذي يصل إلى 90% من الاستهلاك سنويا سيزيد إلى 100% هذا العام، كما أن الناتج المحلي منها سيقل.

 

الزراعة المروية تراجعت إلى أقل من النصف (الجزيرة نت)
الزراعة المروية تراجعت إلى أقل من النصف (الجزيرة نت)

سيطرة إسرائيلية

وبين أن السلطة لا تسيطر إلا على 20% من المياه الفلسطينية، بينما يسيطر الاحتلال على 80%، وهو ما يعيق وجود خطط تنموية للقطاع الزراعي.

 

واعترف الوزير بأنهم بوصفهم سلطة وحكومة لا يقدرون على تعويض خسائر المزارع، قائلا إنه لا توجد لديهم ميزانية للطوارئ وإنهم يرصدون خمسة ملايين دولار للدعم فقط، في الوقت الذي تزيد فيه الخسائر عن 50 مليون دولار.

 

وقال إن خططهم تتجه نحو استغلال كميات المياه لدى الفلسطينيين، وذلك بتحلية مياه الآبار المالحة التي تزيد عن 80 بئرا خاصة بمناطق الأغوار، وبتنقية المياه العادمة حيث سينتج قرابة 50 مليون متر مكعب من المياه سنويا جراء ذلك.

 

وتوقع أن تستخدم هذه المياه في زيادة كمية الأراضي المزروعة، حيث ستضاعف نسبة الزراعة المروية من 50 ألف دونم إلى مائة ألف بالأغوار، وإلى قرابة نصف مليون دونم بالضفة ككل.

 

كما أنهم بصدد إنشاء صندوق "درء المخاطر والتأمينات الزراعية" بميزانية قدرها ستة ملايين دولار لمساعدة المزارعين ودعمهم.

المصدر : الجزيرة