داكار.. مهرجان يعكس تنوع الفنون الأفريقية

Simon Njami, the Dak'art Biennale curator and artistic director, poses during the 13th edition of the Dakar Biennale of African Contemporary Art, Dak'art in Dakar, Senegal May 4, 2018. Picture taken May 4, 2018. REUTERS/Mikal McAllister
سيمون إنجامي المدير الفني لمهرجان بينال في العاصمة السنغالية داكار (رويترز)
محمد الأمين-داكار

تشهد العاصمة السنغالية داكار هذه الأيام أنشطة النسخة الثالثة عشرة لأكبر وأقدم مهرجان للفن الأفريقي، وهو "بينال داكار" (BIENNAL DAKAR)، وذلك بمشاركة أكثر من سبعين فنانا قدموا من حوالي ثلاثين دولة من مختلف قارات العالم، وخاصة أفريقيا.

ويتم تنظيم النسخة الثالثة عشرة من هذا المهرجان تحت شعار "الساعة الحمراء"، وهي عبارة مستعارة من عنوان كتاب للأديب المارتنيكي إيمي سيزار تناول فيه ثنائية الحرية والعبودية في أفريقيا والعالم.

ويستمر هذا المهرجان طيلة شهر كامل يتم خلاله تقديم عروض فنية مرئية ومحاضرات ونقاشات ذات علاقة بالفن المرئي، وخاصة الأفريقي.

ومن أهم البلدان المشاركة من خارج القارة السمراء: فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل، بالإضافة إلى أربعة بلدان عربية أفريقية هي: المغرب والجزائر ومصر وتونس، وبلدان أفريقية كثيرة منها: جنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية وساحل العاج وأنغولا وإثيوبيا وغيرها.

‪وفود من جنسيات مختلفة يشاهدون عروضا فنية بداكار‬ (الجزيرة)
‪وفود من جنسيات مختلفة يشاهدون عروضا فنية بداكار‬ (الجزيرة)

المهرجان الفني الأقدم
ويعتبر "بينال داكار" المهرجان الفني الأقدم من نوعه في أفريقيا، وقد تم تأسيسه على أنقاض المهرجان الدولي للفن الزنجي أو الأفريقي الذي تم تنظيمه سنة 1970 في داكار للمرة الأولى، ثم في لاغوس بنيجيريا في العقد نفسه من القرن الماضي، ثم توقف ليظهر "بينال" بديلا منه.

وتم تنظيم نسخته الأولى سنة 1990 وقد خصصت للأدب، ثم خصصت النسخة الثانية سنة 1992 للفن المرئي، وتعني كلمة "بينال" (BIENNALE) الحدث الذي يقع كل سنتين.

وتتحمل الدولة السنغالية 75% من تكلفة هذا المهرجان، وهو ما بلغ هذا العام خمسمئة مليون فرنك أفريقي (حوالي مليون دولار)، كما يساعد الاتحاد الأوروبي والمنظمة الفرنكفونية في بقية التكاليف المالية. ويؤخذ على المهرجان عدم استقلاليته عن الدولة السنغالية مما قد يعيقه في بعض الجوانب، كما يوضح بعض المهتمين به.

ويقول الصحفي السنغالي "عبدولاي با" إن هذا المهرجان يكتسب أهمية خاصة للمنطقة بل للعالم، بسبب أهمية العروض التي تقدم فيه وسعة المشاركة التي يحظى بها، حيث تشارك فيه عشرات الوفود من عشرات الدول، ويضيف أن هناك نقاشات مهمة وحوارات ومحاضرات عن الفن المرئي في العالم كله.

‪عرض لوحات فنية في مهرجان بينال بداكار‬ (رويترز)
‪عرض لوحات فنية في مهرجان بينال بداكار‬ (رويترز)

جزء من التاريخ
كانت جذور هذا المهرجان الفني في بداية الثمانينيات، حين طلبت الهيئة الوطنية للفنانين السنغاليين من الرئيس حينها عبدو ضيوف تظاهرة فنية تسمح لهم بالاحتكاك بنظرائهم في الهيئات الدولية المشابهة، وهو ما تم تبنيه بعد حوالي عقد من بداية هذه المطالب، حيث تبنت الدولة المشروع في أكتوبر/تشرين الأول 1989. علما بأن اختيار الفنانين المشاركين في كل نسخة يتم بعد إجراء فرز من طرف اللجنة المتخصصة.

وخلال عام 1994 ضمن فعاليات تحضير النسخة الثالثة من البينال، وإثر نقاش بين الرئاسة السنغالية والفنانين؛ تم تخصيص المهرجان بالفن المرئي، وكان ذلك على نسق بينال البندقية بإيطاليا الذي تأسس منذ نهاية القرن 19 الميلادي، وبينال سان باولو الذي انطلق في 1951 بالبرازيل، وبينال هافانا بكوبا الذي انطلق في 1984.

المصدر : الجزيرة