أقلام شابة تثري المشهد الأدبي بالجزائر
جيل جديد
ولا تتناول باكورة أعمال الكاتب علاوة حاجي "في رواية أخرى" موضوعا بعينه، كما يرى الناقد الجزائري، فهي تحاول أن تتكئ على مناطق غير مطروقة في السرد، في شكل تجريبي يتجاوز البناء التقليدي للأحداث والشخصيات الروائية.
واقع أفضل
من جهته ثمّن الكاتب عز الدين جلاوجي في حديثه للجزيرة نت تجربة هؤلاء الكتاب الشباب، واعتبرها "ضرورية ومهمة لاستمرار روح الإبداع في المجتمع والحياة"، وهذه المحاولات برأيه يجب أن تلقى الترحيب والاحتفاء ممن سبق في الميدان.
ودعا جلاوجي الكتاب والنقاد إلى الأخذ بيد أصحاب هذه التجارب الشابة، لكن هذا "الدعم لا يجوز أن يقوم على التطبيل للرداءة، بل على النقد الذي قد يكون شديدا أيضا، والساحة كفيلة بغربلة الموجود"، لأن عيون غربال الإبداع واسعة جدا، كما يقول.
وبحسب جلاوجي فإن التميز لا يمكن أن يخلق في لحظة، بل هو ثمرة مكابدة ومجاهدة، وضرب مثلا في ذلك بالكاتب الراحل الطاهر وطار الذي قال عنه إنه "خاض تجارب مختلفة، وبقي يقدم الجديد حتى في آخر عمره، فلنا أن نوازن بين "اللاز" و"شمعة ودهاليز" مثلا".
وفي اعتقاده فإن "الواقع الإبداعي الآن أفضل ألف مرة، فسبل النشر متاحة جدا ومتوفرة، حتى بالنسبة للرديء من الأعمال الأدبية، الأمر نفسه ذهب إليه القاص الخير شوار الذي أكد للجزيرة نت أن "مسألة حرية النشر غير مطروحة في الجزائر".
ودعا الأديب الجزائري المبدعين الشباب إلى عدم الوقوع فريسة لوهم اسمه الشباب أو الشيوخ أو الكبار والصغار، وأن يكون همهم الأكبر هو الإبداع والعمل على تقديم الجيد دون الدخول فيما أسماها "مهاترات وصراعات دونكوشوتية".
من جانبه اعترف الدكتور عاشور فني بأن "الألفية الجديدة عرفت بروز أسماء عديدة في الأنواع الكتابية المختلفة شعرا ورواية، ونالت حظها من التكريم"، لكن هذه الفترة برأيه "عرفت تراجعا واضحا في القصة والمسرح والنقد" باستثناء ما قال إنها "أعمال أكاديمية لا تلقى النشر والاهتمام إلا في حدود ضيقة".
وبرأيه فإن "ظهور أسماء ونصوص جديدة، لم ترافقه حركية ثقافية وأدبية مواكبة، تضفي عليها قيمة اجتماعية وأدبية حقيقية"، وأن "نجاحها إعلاميا يحتاج إلى العمل الضروري لتحويلها إلى حراك ثقافي".
وسجل فني تخوفه من "بروز اتجاه يستعمل الأدب والكتابة كموطئ قدم للعبور إلى ساحات أخرى، مثل التجارة والأعمال والمناصب"، مما ألقى بظلال من الشك على كثير من التجارب والأسماء في ظل احتدام الحركات الاجتماعية والسياسية في السنوات الأخير"، لكن ذلك برأيه "لا يمس جوهر التطورات الجديدة، والتوجه نحو الذات والتجريب والمغامرة والتفرد والارتباط بالتحولات الاجتماعية الحاصلة".