معرض للمخطوطات والوثائق التاريخية بغزة
ويشتمل المعرض الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع عدد من الأطر الحكومية والأهلية المهتمة بالمحافظة على الآثار، على أربعة زوايا هي: الوثائق والأوراق القديمة، والمخطوطات الكتابية، والمخطوطات المنقوشة، وزاوية العرض المرئي.
ولكي يتنسم الزائر عبق تاريخ غزة ما عليه إلا التنقل بين حجرات طابقي القصر للاطلاع على نمط وحياة سكان قطاع غزة القدماء من خلال وثائق وأوراق خاصة بالشهادات القانونية وشهادات بيع وشراء أراض مكتوبة بخط اليد، إضافة إلى نماذج حقيقية من طوابع البريد والجنيهات الفلسطينية التي كانت متداولة خلال العصر العثماني وفترة الاحتلال البريطاني لغزة.
زاوية للمنقوشات
ولعل أكثر ما يشد الزائر إلى المعرض زاوية المخطوطات الكتابية التي تحتوي على مخطوطات كتابية حقيقية مثل لفافة مخطوطة لأجزاء من القرآن الكريم من قماش الكتان، ومخطوط قديم جداً لمزامير النبي داود عليه السلام، ومخطوطات قديمة أخرى تعود إلى عصور تاريخية مختلفة.
ومن ضمن المنقوشات الأثرية بلاطة تعود إلى قبر مملوكي للأمير المجاهد جمال الدين أقوش الشنقير "أمير علم الملك الظاهر بيبرس" المتوفي ليلة 29 رمضان 686هـ.
وفي القصر حرص المنظمون على وضع لوحتي عرض مرئي تعرضان صوراً تاريخية ومخطوطات أثرية قديمة تناقش مواضيع مختلفة، كالطب، والفقه، والتاريخ، والأدب العربي، وجميعها يعود لعلماء وشيوخ وأساتذة من غزة ساهموا في كتابة تاريخها، وتركوا بصماتهم عليها رغم العصور التاريخية المختلفة التي تعاقبت عليها.
حكاية غزة
وقال وزير الزراعة والسياحة والآثار علي الطرشاوي في كلمة الافتتاح، إن المعرض يسطر حكاية تاريخ غزة عبر العصور من خلال وثائق مادية تكشف عن أصالة هذه الأرض الطيبة وتاريخها السرمدي الرائع.
وأضاف أن تنظيم المعرض جاء ضمن خطة شاملة تهدف إلى تحقيق تنمية سياحية وأثرية مستدامة لخلق جيل فلسطيني واع بحضارة وتاريخ شعبه منذ أقدم العصور.
وأضاف أن اختيار قصر الباشا الأثري لعرض المخطوطات والوثائق جاء لتعريف سكان قطاع غزة بما يحويه هذا المنزل الأثري الوحيد الذي بقي على حاله من مشاهد أثرية.
مكون أساسي
من جهته قال وليد العقاد -وهو أحد المشاركين بعدد من المخطوطات الورقية والمنقوشة في المعرض- إن المخطوطات المعروضة تعتبر من أهم المكونات الأساسية للثقافة الفلسطينية الدالة على مدى ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه المقدسة وتراثه الوطني.
وأضاف أن من بين الوثائق التي تقدم بها للمعرض شهادة ميلاد قديمة صادرة في مدينة خان يونس جنوب القطاع ويعود تاريخها إلى العهد العثماني عام 1204هـ الموافق للعام 1790 ميلادي.
وأكد العقاد للجزيرة نت أن ما يتضمنه المعرض من مخطوطات ووثائق جزء يسير من تلك الوثائق التي نهبها الاحتلال الإسرائيلي، وتعرض كثير منها للنهب والتلف بفعل الحروب التي شهدتها غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية.