المسرح ومقاومة الداخل الفلسطيني

مشاهد من مسرحية" الجزيرة" التي تعرض بأراضي 48 بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني

مشهد من مسرحية" الجزيرة" التي تعرض بأراضي 48 بالتزامن مع يوم الأسير (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-أم الفحم

تأثر المسرح في الداخل الفلسطيني بالواقع السياسي الذي تعيشه القضية الفلسطينية بتحدياتها وتناقضاتها، والجدل الدائر حول مفهوم المقاومة وأوضاع الحركة الأسيرة، وجاءت العديد من الأعمال الفنية والثقافية لتؤطر ذاك المشهد، وتساهم في صقل الشخصية الوطنية للشباب وتعمق وعيهم القومي والسياسي.

ووظف مسرح المجد بحيفا أعماله الفنية لهذا العام للتعريف بالحركة الأسيرة، ومخاطبة الجمهور الفلسطيني والشباب على وجه الخصوص بقضية الأسرى، والتذكير بحقيقة ومفهوم المقاومة.

ويسعى القائمون على المسرحية إلى الرقي بالفن الفلسطيني، وتحصين القضايا الوطنية، وحمايتها من الدعايات التشويهية، والإبقاء على  التواصل بين الأجيال الناشئة وقضايا شعبهم.

ويلتقي الفنانون إياد شيتي، ومنير بكري، وإيهاب سلامة، من خلال خشبة مسرحهم الجوال، بالعمل المسرحي "الجزيرة" الذي كثف من عروضه بيوم الأسير الفلسطيني.

وتحاكي المسرحية المستوحاة من النصوص التي ألفها الكاتب أثول أفوغارد (الكاتب الأبيض من جنوب أفريقيا) واقع الأسر، والتمييز العنصري الذي عاني منه السود بهذا البلد، ونضال الزعيم نيلسون مانديلا.

جانب من الحضور ببلدة باقة الغربية خلال عرض المسرحية (الجزيرة نت)
جانب من الحضور ببلدة باقة الغربية خلال عرض المسرحية (الجزيرة نت)

توعية وتثقيف
وتأخذنا "الجزيرة" إلى واقع الأسرى الفلسطينيين، حيث تجسد المسرحية معاناة أسيريْن سياسييْن، داخل زنزانة بسجن يقع وسط جزيرة مهجورة، جافة من الحياة ومجردة من الواقع، يحاولان تعزيز قناعاتهما ودعم فكرهما وعدم الرضوخ لضغوطات السلطة المستبدة داخل السجن وخارجه.

وقال مدير مسرح المجد الفنان إياد شيتي "أحداث المسرحية ملائمة لكل زمان وتناسب أي مكان يمارس به استبداد الدولة والاحتلال وقمع حرية الإنسان".

وأضاف للجزيرة نت أن المسرح بالداخل الفلسطيني تحول إلى منبر للتثقيف والتوعية ومناقشة القضايا التي تثير جدلا، وهو يلقى رواجا وإقبالا بما يتيح الفرصة لطرح القضايا الوطنية وكسب الالتفاف الشعبي حولها.

ولفت شيتي إلى أن القضية الفلسطينية التي تعيش مأزقا بسبب التناحر السياسي بين القيادات والأحزاب، بأمس الحاجة بهذه المرحلة: للفن والثقافة لتوريث النضال وتوعية جمهور الشباب للموروث التاريخي الذي كاد أن يغيب عن الحياة اليومية.

ورأى أن من واجب الفنان إيصال الرسالة وتوعية شعبه بالمخاطر التي تعصف بمستقبله، مؤكدا أن ما يقوله الفنان يعجز السياسي عن التفوه به بشفافية وصراحة وصدق.

وشدد مدير مسرح المجد على أن رسالة الفنان تحمل معاني كثيرة لها وقعها، بحيث يتأثر بها الشعب ويتفاعل معها، كونها رسالة صادقة ومحررة من أي قيود، وليست رهينة لأي خطاب سياسي.

رسالة فكرية

لقطة من المسرحية الجزيرة نت)
لقطة من المسرحية الجزيرة نت)

من جهته أشار أستاذ الأدب العربي فاروق مواسي إلى أن المسرح الفلسطيني يسير بخطى ثابتة لإيصال رسالة فكرية وثقافية للجمهور وخاصة أبناء الجيل الجديد.

وبين بحديثه للجزيرة نت مدى الإقبال الجماهيري على الأعمال المسرحية والفنية، التي تعالج أيضا القضايا الاجتماعية بحيث لا تقتصر العروض على القضايا الوطنية والقومية.

وأكد مواسي أن الإقبال على المسرح، يعود لدوره في نقل الواقع بصورة سلسة وبلهجة شعبية تعايش وتحاكي واقع الجمهور، ليصبح المسرح الفن الأقرب إلى قلب المواطن.

كما بارك هذا التحول بالحركة الثقافية والفنية، لافتا إلى أن المسرح يحمل هموم وأحلام وآمال الفلسطيني، لكن لا يمكن الجزم بأنه أثر بشكل واسع على بنية المجتمع.

وتتواصل العروض بالجليل والمثلث لمسرحية "حرية" وهي من تأليف وإخراج الفنان ناظم شريدي، وتجسد بمشاهدها نضال المقاوم الفلسطيني محمد يوسف الذي انخرط بصفوف الثوار منذ مسيرة الشيخ عز الدين القسام حتى النكبة.

وتهدف المسرحية وفق شريدي، إلى توعية وتعريف الأجيال الناشئة بالموروث التاريخي والنضالي للثورة الفلسطينية، والحفاظ على الذاكرة الجماعية.

المصدر : الجزيرة