دعوة لسياسة لغوية للإعلام الإلكتروني

من المنصة الرئيسية للورشة
من المنصة الرئيسية للورشة (الجزيرة نت)

محمد الخضر-دمشق
 
قرع إعلاميون وعلماء في اللغة العربية ناقوس الخطر إزاء ما تتعرض له العربية من تحديات مع التطور التقني وخصوصا انتشار الإعلام الإلكتروني.
 
ودعوا في ختام ورشة متخصصة إلى تشكيل فريق عمل من الخبراء معني بوضع سياسة لغوية للإعلام الإلكتروني وتعميم استخدام الكلمات والمصطلحات العلمية التي وضعتها المؤسسات اللغوية وكليات المعلوماتية.
 
وأقامت وزارة الإعلام السورية ورشة "إشكاليات اللغة العربية في المواقع الإلكترونية" بالتعاون مع مجلس وزراء الإعلام العرب في جامعة الدول العربية. واستمرت من 5 إلى 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
 
وشغل تسلل اللهجات العامية إلى الكتابة في المواقع الإلكترونية حيزا مهما من المحاضرات ومناقشات الورشة. ورغم الاتفاق على ضرورة عدم التساهل مع تلك الظاهرة السلبية فإن بعض المحاضرين دعوا إلى تبسيط قواعد اللغة في الإعلام الإلكتروني.
 
ودعا الإعلامي والروائي حسن م. يوسف لإعادة النظر في قواعد اللغة العربية واستبعاد كل ما هو معقد ودون فائدة، وقال يوسف للجزيرة نت "نحن بحاجة إلى مقاربة جريئة للمشكلة والعمل للتوصل إلى صيغة لغة مرنة وسهلة وجميلة يستخدمها الشباب العربي في بحثهم على الإنترنت خاصة أن شبابنا الآن يستخدمون العامية في هذا المجال".

الروائي والاعلامي
الروائي والاعلامي

الحروف اللاتينية
بدورها قالت أروى الشمالي -مديرة موقع النهوض باللغة العربية– علينا ألا نخرق قواعد اللغة التي تشكل المحتوى المعرفي الخاص بنا، وخصوصاً أننا نتحدث عن الإعلام وهو موجه لشريحة واسعة من الجمهور.

 
وأوضحت في تصريح للجزيرة نت أن الإعلام يجب أن يكتب بلغة تفهمها جميع الشرائح ونستطيع ترجمتها إلى لغات أجنبية لإيصال المصطلحات بشكل دقيق ومفهوم.
 
وحددت الشمالي أهم المشاكل التي تواجه اللغة العربية في المواقع الإلكترونية بدخول أحرف لاتينية ضمن العربية ودخول الأرقام ضمنها.
 
وتابعت "من غير المنطقي هذا الخلط الذي لا يخضع لقوانين وضوابط ومنطق مما يؤدي إلى أن تصبح العربية لغة هجينة وليس لها قواعد"، وأكدت أنه لا بد من توفر المصطلح في لحظة الحاجة له وأن يكون القائمون على اللغة العربية مواكبين للعصر ومصطلحاته.

أروى الشمالي مديرة موقع النهوض باللغة العربية (الجزيرة نت)
أروى الشمالي مديرة موقع النهوض باللغة العربية (الجزيرة نت)

المحتوى العربي
وتضمنت توصيات الورشة الدعوة لإنجاز مشاريع تعتمد صناعة المحتوى الرقمي العربي في إطار الإعلام المعرفي وربط هذه الصناعة بالأهداف المعرفية والتنموية والتركيز على متطلبات الطفل العربي في هذا المجال.

 
وجرى التأكيد على ضرورة قيام اتحاد مجامع اللغة العربية بإيجاد آلية للتنسيق مع خبراء الإعلام والمعلوماتية بما يكفل تسريع عملية تعريب أسماء التقانات والتطبيقات ونظم المعلومات والمفاهيم الإعلامية الجديدة.
 
وأكد المشاركون أهمية الورشة للارتقاء باللغة العربية على الإنترنت. وقال محمد سويدان -مشارك في الورشة– إنها خطوة ضمن جهد كبير للارتقاء باللغة العربية على المواقع الإلكترونية. وأضاف أن الهدف تقديم المحتوى على الإنترنت بلغة عربية بسيطة وسهلة كون المتصفح سريعا وملولا يبحث عن اهتماماته بسرعة.
 
بدوره بدا يوسف أكثر واقعية، مشيرا إلى أن التوصيات لا تختلف عن توصيات الورشات السابقة منتقدا تكرار الكلام ذاته كل مرة لكنه أكد في المقابل أهمية الورشة لخلق حراك بشأن الموضوع المطروح، موضحا أن "الماء إذا سكن فسد".
المصدر : الجزيرة