سنة ابن سلمان الأولى.. هذا ما حدث بالسعودية الجديدة

أتم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سنته الأولى في منصبه، وقد حفلت تلك السنة بأحداث كبيرة سواء ما يتعلق بانتقال السلطة أو بما اشتملت عليه من سياسات خلافية طرحت أسئلة بشأن وجهة المملكة داخليا وخارجيا.

وقد عين الملك سلمان بن عبد العزيز ابنه محمد وليا للعهد يوم 21 يونيو/حزيران 2017 ليحل محل ابن عمه المعزول الأمير محمد بن نايف.

ومنذ ذلك التاريخ سعى ابن سلمان لتشديد قبضته على السلطة، وقاد في سبيل ذلك حملات في الداخل والخارج. ففي سبتمبر/أيلول من العام نفسه اعتقلت السلطات عددا من العلماء والدعاة ورموز الإصلاح في البلاد من بينهم الشيخ سلمان العودة.

وفي الوقت نفسه كان الأمير الشاب يقود حملة خارجية لعزل دولة قطر و"اتهامها بدعم الإرهاب والتقرب من إيران" ليتماهى بذلك كليا مع سياسة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

اعتقالات الريتز
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 هز ابن سلمان أركان بيت الحكم حين أمر باعتقال عشرات الشخصيات من نخب السياسة والأعمال بينهم 11 أميرا من أبناء عمومته، في إطار ما قيل إنها حملة على الفساد.

وشهدت المملكة في تلك الأيام أحداثا لم تعرف مثلها من قبل، لا سيما حين احتُجز المعتقلون في فندق ريتز كارلتون الفاخر في الرياض، وما تردد من أنباء عن تعذيب بعضهم والضغط عليهم لإرغامهم على التوقيع على تسويات يتنازلون فيها عن جزء من ثرواتهم.

وبالتزامن مع تلك الهزات السياسية، اتخذت القيادة السعودية قرارات مفاجئة ومتسارعة في اتجاه الانفتاح الاجتماعي والثقافي، إذ سمحت للنساء بقيادة السيارات، كما أمرت بفتح دور للسينما وتنظيم مهرجانات غنائية وسمحت للنساء بحضور المناسبات الرياضية والفنية.

وفي السياسة الخارجية، حرص ولي العهد على بناء علاقة مميزة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، معلنا في ذلك الإطار عن صفقات بعشرات مليارات الدولارات.

وعبر ابن سلمان عن مواقف غير مسبوقة للمملكة بشأن إسرائيل والقضية الفلسطينية حين تحدث عن مصالح مشتركة مع تل أبيب، وحق الإسرائيليين في العيش "على أرضهم". وارتبط اسمه في ذلك الإطار أيضا بما تعرف بصفقة القرن.

المصدر : الجزيرة