عملية الحديدة تتعثر ولا جديد بالمساعي الأممية

تعثرت مساعي الإمارات والسعودية في انتزاع مطار مدينة الحديدة من الحوثيين الذين شنوا هجمات مضادة وقطعوا الطرق في ساحل اليمن الغربي، بينما لم تفض محادثات المبعوث الأممي في صنعاء إلى نتائج. 

ففي اليوم الخامس من عملية "النصر الذهبي" التي أطلقتها أبو ظبي والرياض، تمكن مسلحو جماعة الحوثي الأحد من قطع طريق إمداد القوات اليمنية المدعومة من التحالف جنوب مدينة الحديدة، كما شنوا هجمات مضادة في عدة نقاط عبر تلك الطريق.

وأقرت مصادر عسكرية يمنية بقطع طريق إمداد القوات التي وصلت السبت إلى أسوار المطار، قبل أن تتراجع جراء نيران الحوثيين والألغام رغم التغطية الجوية الكبيرة من مروحيات الأباتشي والمقاتلات السعودية والإماراتية.

وقال الصحفي اليمني كامل المعمري للجزيرة إن المواجهات تدور عند قرية "منظر" على بعد ستة كيلومترات تقريبا جنوب مطار الحديدة، مشيرا إلى أن طائرات التحالف نفذت اليوم أكثر من عشرين غارة على المطار. وأشار المعمري إلى تعزيزات كبيرة تستقدمها القوات اليمنية -ومنها اللواء الرابع عمالقة- إلى ميدان المعارك من أجل فتح خطوط الإمداد المقطوعة.

وتعرض مطار الحديدة لقصف عنيف الأحد بالتزامن مع هجوم بري لقوات مدعومة من التحالف في محاولة لانتزاع السيطرة على المطار. وكانت الجزيرة قد حصلت السبت على صور خاصة من داخل مطار الحديدة تُظهر سيطرة الحوثيين عليه.

وقال الصحفي اليمني وديع عطا للجزيرة إن هناك شكوكا كبيرة في إمكانية سيطرة القوات المهاجمة على مناطق ذات أهمية إستراتيجية بالحديدة، مشيرا إلى أن ما تم إحرازه من تقدم كان في مناطق غير مأهولة تقريبا.

ويؤكد كل طرف أنه أوقع في الطرف الآخر مئات القتلى، بينما أعلنت الأمم المتحدة نزوح 4400 أسرة داخل محافظة الحديدة منذ مطلع يونيو/حزيران الجاري جراء القتال على طول الساحل الغربي للبلاد. وبالتوازي مع المواجهات قرب الحديدة، أطلق الحوثيون الأحد صاروخا بالستيا على منطقة جازان جنوبي السعودية مما أسفر عن إصابة شخص، وفق وسائل إعلام محلية.

‪غريفيث التقى في صنعاء فيصل أبو راس وزير الخارجية في الحكومة التي يقودها الحوثيون‬ (رويترز)
‪غريفيث التقى في صنعاء فيصل أبو راس وزير الخارجية في الحكومة التي يقودها الحوثيون‬ (رويترز)

لا نتائج
سياسيا، قالت مصادر للجزيرة إن لقاءات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مع جماعة الحوثي السبت في صنعاء لم تصل إلى نتائج. وحسب المصدر ذاته فإن غريفيث طلب عقد لقاء مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لطرح رؤيته للحل السياسي للأزمة اليمنية.

وقد قال القيادي بجماعة الحوثي محمد البخيتي الأحد لوكالة الأنباء الألمانية إن المبعوث الأممي لم يأت بجديد، عدا استكمال مناقشة ما تم طرحه في زيارته السابقة في ما يتعلق بتسوية شاملة، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء.

وأضاف البخيتي أن غريفيث لم يطلب خلال لقاءاته بصنعاء تسليم مدينة الحديدة أو الميناء، مشيرا إلى أن المطالبة بتسليم المدينة أو مينائها غير واقعي.

من جانبها، قالت الحكومة اليمنية إنها ماضية في استعادة محافظة الحديدة وكامل المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية التي وصفتها بالانقلابية.

وأضافت أنها تتابع عن كثب تطورات الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى صنعاء في إطار جهود الوساطة لإقناع المليشيات الحوثية بالانسحاب من مدينة الحديدة سلميا.

المصدر : الجزيرة + وكالات