ضغوط دولية على الإمارات لتفادي كارثة في الحديدة

قوات الشرعية تزحف باتجاه مدينة الحديدة (مواقع التواصل الاجتماعي)
القوات اليمنية المدعومة من التحالف باتت على مقربة من مدينة الحديدة ومينائها (مواقع التواصل)

زادت وتيرة الضغوط الدولية على الإمارات والتحالف الذي تقوده مع السعودية لثنيهما عن اقتحام مدينة الحديدة على ساحل اليمن الغربي، خشية حدوث كارثة إنسانية قد تعرض أرواح ملايين المدنيين للخطر.

فبينما يحتدم القتال بين القوات المدعومة من الإمارات وبين الحوثيين على بعد كيلومترات من الحديدة، تركزت الضغوط الدولية على الإمارات التي تبدو متحمسة لاقتحام المدينة ومينائها، حيث يجري المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث محادثات في أبو ظبي، بينما اتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بسلطات الإمارات، بينما اجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الحديدة.

وقال بومبيو اليوم الاثنين في بيان إن بلاده تتابع عن كثب التطورات في الحديدة. وأضاف أنه اتصل بالقادة الإماراتيين، وأوضح رغبة واشنطن في مناقشة المخاوف الأمنية مع الحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية.

وحث الوزير الأميركي جميع الأطراف على احترام التزاماتها بالعمل مع مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، وقال إن على تلك الأطراف دعم العملية السياسية لحل النزاع، وضمان وصول المساعدات، ووضع خطة لمستقبل سياسي مستقر لليمن.

وهناك تضارب بشأن موقف واشنطن من التطورات في ساحل اليمن الغربي، فبينما كشف مسؤولون أميركيون عن تحذير واشنطن الإماراتيين من مغبة اقتحام الحديدة، نقل موقع "إنترسبت" الإخباري أن الإدارة الأميركية ربما تكون غيرت موقفها، كما أورد أن أبو ظبي تبرر لهجوم قادم على الحديدة بقولها إنها لا تستطيع كبح القوات التي تدعمها بالمال والسلاح.

مفاوضات مكثفة
و
أكد مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدها اليوم بشأن التطورات في مدينة الحديدة؛ أن التسوية السياسية التفاوضية هي وحدها التي يمكن أن تؤدي إلى انتهاء الصراع في اليمن.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش اليوم قبيل جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن إن مبعوثه الخاص إلى اليمن يجري مفاوضات مكثفة بشأن الأوضاع في الحديدة، وأعرب عن أمله بأن يتمكن من تجنب معركة هناك.

وتأتي تصريحات غوتيريش في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن العواقب الإنسانية ستكون كارثية إذا توقف ميناء الحديدة عن العمل.

وبالتزامن، قالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس إن بلادها تعترف بما وصفتها بالشواغل الأمنية لدولة الإمارات، لكنها قلقة بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن.

وأضافت بيرس قبيل بدء جلسة مجلس الأمن أن ميناء الحديدة مهم بالنسبة لشعب اليمن لأن البضائع التجارية والإنسانية تمر عبره، مشيرة إلى أن بلادها ستسعى لضمان أقصى قدر من التعاون مع المبعوث غريفيث.

وفي نفس السياق، طالب برلمانيون بريطانيون بالضغط على التحالف في اليمن والتصدي لقصف ميناء الحديدة، وحذروا من تداعيات كارثية على ملايين اليمنيين جراء أي هجوم عليها.

معارك دامية
ميدانيا أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن نحو ستمئة من القوات اليمنية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي قتلوا خلال أيام في الاشتباكات حول الحديدة.

وكانت القوات اليمنية تمكنت مؤخرا تحت غطاء من القصف المدفعي والجوي من التقدم في الساحل الغربي إلى مديرية الدريهمي التي تبعد 20 كلم تقريبا جنوب الحديدة.

من جهتها قالت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي إن مسلحين تابعين للجماعة تمكنوا من استعادة السيطرة على مديرية المتون غربي محافظة الجوف شرقي اليمن.

وبثت وسائل إعلام الحوثي صوراً قالت إنها لعملية نُفذت في جبهة مزوية بمديرية المتون التي تبعد 18 كلم عن مديرية الحزم مركز محافظة الجوف. وكانت المنطقة العسكرية السادسة التابعة للحكومة الشرعية قد أعلنت مديرية ‏‏المتون منطقة معادية بعد ‏أن حولتها مليشيا الحوثي إلى ‏ثكنة عسكرية.‏

المصدر : الجزيرة + وكالات