الشارع الأردني يصعّد ويطالب بإسقاط الحكومة

يواصل محتجون أردنيون لليوم الثاني حراكهم ضد قانون ضريبة الدخل الجديد، وأكد مجلس النقباء إصراره على سحب القانون، وذلك على الرغم من إعلان الملك عبد الله الثاني تجميد قرار رفع أسعار المحروقات والكهرباء.

وعمت مسيرات ووقفات محافظات الأردن ومدنه اليوم احتجاجا على قرار ضريبي مرتقب وسط هتافات مطالبة برحيل الحكومة وحل مجلس النواب، ففي العاصمة عمان بدأ المئات بالتوافد إلى الدوار الرابع (مقر رئاسة الوزراء) استجابة لدعوات سابقة بفعالية مركزية هناك، وفي وسط مدينة إربد (شمال) شارك العشرات بمسيرة احتجاجية أخرى، كما شهدت الطفيلة والكرك ومعان فعاليات مشابهة.

وعلى الطريق المؤدي من مدينة جرش إلى عمان وفي منطقة المصطبة أغلق المحتجون الشارع بالإطارات المشتعلة، مما أدى إلى إغلاق الطريق أمام السيارات لمسافة تقدر بنحو 15 كيلومترا.

وفي مدينة الرمثا بالقرب من الحدود السورية هتف مئات المشاركين ضد قرار حكومة الملقي، مطالبين برحليها وحل مجلس النواب.

وفي وقت سابق اليوم أوعز الملك الأردني إلى الحكومة بتجميد قرار رفع أسعار المحروقات الذي كان سببا في تفجر الاحتجاجات مساء أمس الخميس، حيث رفع سعرها للمرة الخامسة منذ بداية العام، لكن تدخل الملك لم يمنع الشارع من التصعيد.

ومنعت قوات الأمن مساء اليوم المحتجين من الوصول إلى الدوار الرابع في عمّان، حيث يقع مقر رئاسة الوزراء، وتحول محيط الدوار إلى منطقة عسكرية، وذلك بعدما تم فض اعتصام نفذه العشرات ظهر اليوم، كما اعتقل الذين أصروا على البقاء في محيط مبنى الحكومة.

واعتصم المئات الخميس أمام الدوار الرابع قبل أن تفض قوات الأمن اعتصامهم بالقوة فجر الجمعة، لكن عشرات المحتجين عبروا عن غضبهم اليوم بترك سياراتهم في الطرق بمحافظات عدة.

بدوره، أعلن مجلس النقباء بعد جلسة طارئة أن النقابات لن تتخلى عن الشارع وستواصل الاحتجاجات حتى تسحب الحكومة مشروع قانون ضريبة الدخل وتعدل نظام الخدمة المدنية، مهددا بالتصعيد.

كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن 16 نائبا اجتمعوا وأعلنوا الاستعداد للاستقالة من مجلس النواب إذا لم تتحرك الحكومة أو تتم إقالتها، وطالبوا زملاءهم في المجلس بالانضمام إليهم.

وقال وزير الداخلية الأردني السابق سمير الحباشنة للجزيرة إن قانون الضريبة يعبر عن حالة تراكمية مزمنة تحتاج إلى حوار اقتصادي واجتماعي واسع داخل الحكومة.

ورأى الحباشنة أن الحل لا يمكن أن يتم بحلول "ترقيعية"، وأنه لا بد من تطوير رؤية تنموية مختلفة ومتكاملة بعد أن تخلى "الأشقاء العرب" عن الأردن، حسب تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات