صمت يسبق انتخابات ساخنة بالعراق

بدأت في العراق اليوم الجمعة مرحلة الصمت الانتخابي الذي يسبق الانتخابات البرلمانية المقررة غدا السبت، والتي تشهد منافسة شديدة بين قوى سياسية، في مقدمتها ائتلافان يقودهما رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي، وتدور في ظل إجراءات أمن مشددة، وتحيطها هواجس التأثيرات الخارجية.

ودعي 24.5 مليون عراقي للمشاركة في هذا الاقتراع الأول منذ إعلان العراق العام الماضي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وتوقعت مفوضية الانتخابات إقبالا كبيرا للناخبين على مراكز الاقتراع، وكانت نسبة المشاركة في انتخابات 2014 تجاوزت 60%.

وقالت المفوضية إن نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص بأكثر من تسعمئة ألف من الأمنيين والعسكريين (بمن فيهم عناصر البشمركة الكردية)، ومليون عراقي مقيمين في 21 دولة والذي جرى أمس؛ بلغت 78%.

ويتنافس نحو سبعة آلاف مترشح على 329 مقعدا في مجلس النواب، ولا يتوقع المراقبون أن يتمكن أي من الائتلافات والأحزاب المتنافسة من نيل الأغلبية البسيطة، وهي 165 مقعدا. وبما أن هذا الاقتراع قد لا يفرز فائزا واضحا، فإن تشكيل الحكومة القادمة قد يستغرق شهورا، وفق هؤلاء المراقبين.

ويقود حيدر العبادي "ائتلاف النصر"، وهو يواجه منافسة قوية من نوري المالكي الذي يقود ائتلاف دولة القانون. وفي دائرة المنافسة أيضا ائتلاف الفتح المرتبط بالحشد الشعبي، ويقوده زعيم منظمة بدر هادي العامري، وتحالف "سائرون" الذي يقوده التيار الصدري، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، بالإضافة إلى ائتلاف الوطنية وتحالف بغداد، وتهيمن عليهما أحزاب وشخصيات سنية.

وقال مراسل الجزيرة وليد العطار إن يوم التصويت الخاص بالقوات الأمنية والعسكرية والمغتربين أمس شهد مشاكل تتعلق بالتصويت الإلكتروني وتعطل بعض الأجهزة، مضيفا أن البعض يتخوف من تكرار هذه المشاكل غدا.

استنفار أمني
وتتم الانتخابات في ظل إجراءات أمن مشددة، خاصة في مدينتي بغداد والموصل، وسط مخاوف من هجمات محتملة قد يشنها تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت السلطات العراقية أنها قررت إغلاق كافة المطارات والمنافذ الحدودية لـ24 ساعة، اعتبارا من منتصف الليلة المقبلة وحتى انتهاء الانتخابات العامة.

وقالت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات إن قوات الأمن ستعلّق أيضا السفر بين المحافظات، وستفرض قيودا على حركة المركبات السبت، قبل أن تخفف الإجراءات "تدريجيا" بعد أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها. وكان تنظيم الدولة هدد بشن هجمات، وحذر العرب السنة من المشاركة فيها.

وقال مراسل الجزيرة إن السفارة الأميركية في بغداد أعلنت تلقيها معلومات عن هجمات إرهابية قد تستهدف مراكز الاقتراع في عموم العراق، لكنه أشار إلى أن مركز الإعلام الأمني العراقي أكد استعداد قوات الأمن لحماية العملية الانتخابية حتى اكتمالها.

وقتل اليوم أربعة عراقيين -بينهم اثنان من عناصر الحشد الشعبي- في هجوم لعناصر يعتقد بأنها تنتمي لتنظيم الدولة شرق تكريت (شمال بغداد)، في حين قالت الشرطة العراقية إنه تم اعتقال 18 من عناصر التنظيم في أحياء جنوب شرقي الموصل.

المصدر : الجزيرة + وكالات