عمرو أديب على شاشة الجزيرة.. الرأي الآخر رغم أنفه

كانت الجزيرة مباشر تناقش همّا مصريا يتمثل في مخاوف شح مياه النيل، لكن ذلك أغضب الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب الذي كان يقدم برنامجه اليومي على شاشة "أون تي في"، وبدأ في انتقاد الجزيرة والتشكيك فيها كالعادة، فما كان من الجزيرة إلا أن نقلت حديثه على الهواء وكأنها تحرص كدأبها على عرض الرأي الآخر ولو "رغم أنفه".
 
وبات القلق يضرب أعصاب المصريين بينما تتقدم إثيوبيا يوما بعد آخر في بناء سد النهضة، ما يعني قلة المياه الواردة عبر النيل إلى مصر، ثم انضاف إلى القلق غضب بين أبناء الدلتا خصوصا بعدما اختارت السلطة المصرية تعويض فشلها في مواجهة إثيوبيا بفرض قيود على الفلاح المصري تمنعه من زراعة محاصيل معينة.

وباختصار فالأمر هنا يتعلق بمحصول الأرز الذي يعد الغذاء الأساسي لمعظم المصريين، وهو أمر له امتداد سلبي آخر، فإن كان الأرز يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه حقا، فإن هناك وجها آخر للقصة يتمثل في طبيعة تربة الدلتا التي تميل إلى الملوحة وبالتالي تحتاج إلى الأرز وإلا ازدادت ملوحتها وتحولت تدريجيا إلى أرض قاحلة لا يمكن زراعتها.

كان الزميل أحمد طه مذيع الجزيرة مباشر مصر يستضيف نقيب الفلاحين السابق في مصر عبد الرحمن شكري والخبير بشؤون الزراعة عبد التواب بركات مساء أمس الأحد، ليبحث القضية وردود الفعل على القانون الذي أصدره مجلس النواب ويعطي وزيري الزراعة والري سلطة حظر زراعة محاصيل معينة في مناطق محددة رغبة في ترشيد استخدام مياه النيل.

‪الجزيرة مباشر كانت تناقش أزمة نقص المياه في مصر‬ الجزيرة مباشر كانت تناقش أزمة نقص المياه في مصر 
‪الجزيرة مباشر كانت تناقش أزمة نقص المياه في مصر‬ الجزيرة مباشر كانت تناقش أزمة نقص المياه في مصر 

 

مهووس بالجزيرة
وفي الأثناء، كان عمرو أديب يقدم برنامجه اليومي على شاشة قناة أون تي في الموالية للسلطة، لكنه كان أيضا منشغلا بمتابعة الجزيرة مثلما فعل في اليوم السابق عندما لم يستوعب كفاءة صحفيي الجزيرة في الحصول على المعلومة بأسرع ما يمكن فيما يخص متابعة حادث إطلاق النار في العاصمة السعودية، وحاول الإيحاء بأن سرعة تحضير الضيوف وبث المشاهد (حتى لو كانت منتشرة على مواقع التواصل) تعني أن للجزيرة دورا في صنع الأحداث وترتيبها.

لاحظ الإعلامي المخضرم أن الجزيرة مباشر منشغلة بهموم الفلاح المصري وقضاياه فلم يرق له ذلك، وبدأ في التعليق والنقد قائلا إنه يعرف ما تريده الجزيرة من مصر وشعبها، ومتهما إياها بالرغبة في خلق مشكلة في المياه لدى الفلاح المصري، لتكون هذه هي المرة الأولى ربما التي يصل فيها تأثير قناة تليفزيونية إلى درجة التأثير في وجود مياه نهر متدفق من عدمه.

استمع الزملاء في الجزيرة مباشر إلى اتهامات عمرو أديب، وقرروا مواجهتها بأبسط الطرق وأقربها إلى الشفافية والمصداقية، فخصصوا هواءهم لبث اتهامات أديب الذي وجد نفسه وهو يقدم برنامجه في أون تي في يطل في الوقت نفسه على شاشة الجزيرة فأصابته حالة من الارتباك راوح فيها بين إظهار سعادته لظهوره على شاشة الجزيرة وبين معاودة نقد الجزيرة والتشكيك في نيتها.

ولم يجد المذيع المخضرم حلا للخروج من الارتباك غير الخروج إلى فاصل، بينما واصلت الجزيرة مباشر برنامجها، متناولة مخاوف الفلاح المصري وبواعث قلقه في قضية يبدو أن تداعياتها ونتائجها أكبر مما يتخيله كثير من المصريين حتى الآن.

المصدر : الجزيرة