مساع دولية مكثفة بحثا عن مخرج لأزمة سوريا


نقلت وسائل إعلام روسية عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية أن واشنطن ستحرص على الحوار مع موسكو بعد الضربة الثلاثية التي طالت ثلاثة مواقع في سوريا، وسط تحرك غربي لإيجاد تسوية للأزمة في هذا البلد.

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن مدير إدارة منع انتشار الأسلحة في الخارجية الروسية فلاديمير إيرماكوف قال إن كل الأسباب تقود للاعتقاد بأن الأميركيين سيحرصون على الانتقال إلى حوار إستراتيجي، بعد الضربة العسكرية التي شاركت فيها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وأضاف المسؤول الروسي اليوم الأحد أن ثمة مسؤولين في الإدارة الأميركية يمكن التحدث معهم بشأن الملف السوري.

وتأتي تصريحات المسؤول الروسي بالتزامن مع تقديم الدول الثلاث المشاركة في الضربة مشروع قرار متعدد الأوجه بشأن سوريا في مجلس الأمن، يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح مشروع قرار داخل مجلس الأمن يجمع الجوانب الكيميائية والإنسانية والسياسية للنزاع السوري المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.

وينص المشروع على إنشاء "آلية مستقلة" للتحقيق وتحديد المسؤوليات "على أساس مبادئ الحياد والمهنية"، كما يدعو سوريا إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

أما في مجال المساعدات الإنسانية فيطلب مشروع القرار "وقفا مستداما لإطلاق نار"، ويدعو كل الدول الأعضاء إلى استخدام نفوذها لتطبيق وقف إطلاق النار.

كما يطالب المشروع "بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود" في كل أنحاء سوريا، وبإمكانية "القيام بعمليات إجلاء طبي وفقا للاحتياجات وحالات الطوارئ".

من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن بلاده ستتخذ مبادرات دبلوماسية اعتبارا من يوم غد الاثنين في الأمم المتحدة في محاولة لإحراز تقدم نحو تسوية للأزمة السورية.

بدوره قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا لا تسعى للتصعيد في سوريا، وإن الضغط سيتواصل على النظام السوري من أجل دفعه نحو الجلوس إلى طاولة التفاوض.

وفي هذا السياق أعلنت ألمانيا أنها انضمت إلى فرنسا في الدفع الدولي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا.

يشار إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقول إن ضرباتها بسوريا أمس السبت استهدفت برنامج الأسلحة الكيميائية ردا على هجوم مفترض وقع قبل أسبوع يعتقد أنه بالغاز السام في مدينة دوما بغوطة دمشق.

وكان مجلس الأمن الدولي رفض أمس السبت مشروع قرار أعدته روسيا للتنديد بالضربات الجوية الأميركية والبريطانية والفرنسية على سوريا، بعدما لم تنضم إلى موسكو في تأييده سوى الصين وبوليفيا.

ولم يتمكن المجلس يوم الثلاثاء الماضي من الموافقة على ثلاثة قرارات مقترحة تتعلق بهجمات الأسلحة الكيميائية "المزعومة" في سوريا، وذلك بعدما استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) لمنع إقرار نص أميركي. ولم يحصل مشروعان روسيان على الأصوات التسعة اللازمة.

ويزور محققون دوليون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا حاليا، وكان مقررا أن يباشروا تحقيقهم السبت.

المصدر : الجزيرة + وكالات