السعودية تقرّ بأن قتل خاشقجي كان بسبق إصرار.. فمن قتله إذن؟

Killing of Saudi journalist Jamal Khashoggi- - ISTANBUL, TURKEY - OCTOBER 25: People attend a demonstration, organised on the killing of Saudi journalist Jamal Khashoggi, in front of the Saudi Consulate in Istanbul, Turkey on October 25, 2018.
واشنطن بوست قالت إن بصمات ولي العهد السعودي تقف دليلا على ضلوعه في الجريمة (الأناضول)

قالت صحيفة واشنطن بوست إن السعودية غيرت مرة أخرى روايتها الرسمية بشأن قتل الصحفي جمال خاشقجي، عندما اعترفت الخميس بأنه كان ضحية جريمة وقعت بنية مسبقة مع سبق الإصرار والترصد، وليست قضاءً وقدرا بعد عراك بالأيدي.

وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الجمعة: إذا كان اغتيال خاشقجي في الثاني من الشهر الجاري وقع بنية مسبقة، فمن تعمد قتله إذن؟

وأضافت أن السعودية بذلك تسلم بحقيقة أن روايتها الرسمية هذه والروايتين اللتين سبقتاها، لن تنطلي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والكونغرس الأميركي والحكومات الأوروبية، وربما حتى إدارة الرئيس دونالد ترامب التي ظلت تبذل قصارى جهدها للحد من الأضرار التي لحقت بالرياض.

ومع أن واشنطن بوست تقرّ بأن الرواية السعودية الجديدة هي الأقرب للحقيقة، فهي مع ذلك ترى أنها لم تجب عن أسئلة جوهرية من قبيل: من أمر بقتل الصحفي؟ وما دور محمد بن سلمان في العملية؟

وقالت إن بصمات ولي العهد السعودي تقف دليلا على ضلوعه في الجريمة.

ونقلت عن معلومات استخبارية أن ابن سلمان كان ينوي إسكات خاشقجي بإحضاره إلى السعودية، ذلك لأنه درج على انتقاده -ولو دون حدة- مرارا وتكرارا.

ومضت الصحيفة إلى القول إن النظام السعودي لا يزال على دأبه لحماية ولي العهد، مشيرة إلى أن الرياض بتبنيها عبارة "بنية مسبقة" إنما كانت تتوافق مع مطالب الرئيس التركي على أمل أن يستجيب لها ويمتنع عن الإفصاح عن الأدلة التي بحوزته.

وأوضحت أن من بين تلك الأدلة تسجيلا صوتيا تصدر منه أصوات للحظات تعذيب خاشقجي وقتله وتقطيع أوصاله.

وعلى الرغم من أن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جينا هاسبل استمعت إلى الشريط الصوتي أثناء زيارتها إسطنبول هذا الأسبوع، فإن إدارة ترامب لم تكشف عن استنتاجاتها عما حدث لخاشقجي الذي كان يقيم في ولاية فيرجينيا مع أبنائه الثلاثة الحاصلين على الجنسية الأميركية.

وبدلا من ذلك، تبذل الإدارة جهدها لحماية استثمارها المغالى فيه وغير الحكيم في محمد بن سلمان كحليف لها في الشرق الأوسط.

ونبهت الصحيفة إلى أن ترامب عندما سألته صحيفة وول ستريت جورنال عما إذا كان يعتقد بضلوع ولي العهد السعودي في الجريمة، أجاب قائلا: "أود تصديقه. حقا أريد أن أصدقه".

لكن واشنطن بوست ختمت افتتاحيتها بالتشديد على ضرورة أن ينشد ترامب معرفة حقيقة ما جرى، "فإذا كان محمد بن سلمان هو من أشرف في الواقع أو صادق على قتل صحفي بوحشية… فإن على الإدارة (الأميركية) التحول في علاقتها معه وإلا فإن ذلك ينذر بكوارث أسوأ".

المصدر : واشنطن بوست