قطر: نرفض انتهاك سيادتنا والجزيرة مصدر فخر لنا

مؤتمر صحفي لوزير الخارجية القطري في روما
وزير خارجية قطر أكد استعداد بلاده للحوار وجاهزيتها لمواجهة أي إجراء قد تتخذه دول الحصار (الجزيرة)
 
وفي مؤتمر صحفي بروما، قال الوزير القطري إن كل المطالب الـ13 لدول الحصار تنتهك القانون الدولي، وإن مقدميها لم يريدوا أصلا تنفيذها لأنهم لم يقدموا أي أدلة تدعم ادعاءاتهم.

واعتبر أن الغرض من هذه المطالب انتهاك سيادة قطر وفرض وصاية عليها، والحصول منها على تعويضات وإنهاء حرية التعبير في المنطقة.

وفي المقابل جدد استعداد بلاده للتفاوض ونقاش تظلمات دول الحصار، وقال "نحاول اتخاذ مواقف بنّاءة مع الوسيط الكويتي والولايات المتحدة".

وأبدى أسفه لغياب الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي عن هذه الأزمة، وفي مقابلها أشاد بالمواقف الدولية الرافضة للتصعيد.

وقال "نعول على وساطة الكويت والدور الأميركي ودول صديقة من بينها فرنسا وروسيا وألمانيا…".

وأشار إلى أن الدوحة فاجأها انحراف القمة الإسلامية الأميركية في الرياض عن محاربة الإرهاب إلى محاربة قطر "من طرف مجموعة دول معينة.. بناء على ادعاءات مغلوطة".

وأشار إلى أن مطالب دول الحصار "لا تتعلق بالإرهاب وإنما بفرض وصاية على قطر، وهو أمر مرفوض دوليا". وقال إن الإرهابي بالنسبة لهذه الدول هو كل من يخاصمها سياسيا.

علاقة إستراتيجية
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبدت اعتراضها على الحصار، وخصوصا وزارتي الخارجية والدفاع إدراكا منهما لأهمية الدور الذي تلعبه قطر.

ولفت إلى أن العلاقة الإستراتيجية الأميركية القطرية تمتد لنصف قرن وتغطي العديد من الجوانب، "وكل مؤسسات الولايات المتحدة تدرك أهمية قطر".

واعتبر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتمد في تغريداته المنحازة لدول الحصار على ما قيل له من قبل قادة هذه الدول، "ولو عاد للمؤسسات الأميركية لحصل على المعلومات الصحيحة".

وقال إن الحصار خلف وضعا إنسانيا كارثيا، حيث فصل بين أفراد العائلة الواحدة "وفرق بين 12 ألفا من  الأزواج والزوجات".

واعتبر أن دول الحصار تنفذ عقوبات جماعية بحق قطر وتنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

لكنه شدد على أن قطر ليست لديها مخاوف من أي إجراء قد تتخذه أي دولة بعد انتهاء مهلة المطالب، قائلا "نحن مستعدون لمواجهة أي تطور".

وقال الوزير القطري إن النظام الدولي لا يسمح للدول الكبيرة بالاستئساد على الصغيرة، "والمهلة تعكس هشاشة المطالب".

أما عن علاقة الدوحة برعاية الإرهاب، فاعتبر أن هذه التهمة تثير التهكم لأنها صدرت من دول "تضم مؤسسات ضالعة في تمويل عمليات إرهابية نفذت في الغرب".

وأضاف أن دور قطر واضح في مكافحة الإرهاب من شقين: عسكري وهو استضافة مركز قيادة العمليات الأميركية ضد تنظيم الدولة، وإستراتيجي ويتمثل في تمويل تعليم سبعة ملايين طفل يتيم في مناطق النزاع وخلق ثلاثمئة ألف وظيفة في شمال أفريقيا.

وبشأن العلاقة مع إيران، قال إنها "دولة جارة لقطر نشترك معهم في الحدود وحقل الغاز، ونريد معهم علاقات جيدة ويجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل".

الجزيرة والربيع
وردا على سؤال حول مطلب إغلاق الجزيرة، قال إنها "شبكة رائدة ومصدر فخر لنا، وبدأت في بيئة لا يسمع فيها غير صوت الحكومات".

وأشاد بتوفير الجزيرة منصة حرية لملايين العرب، قائلا إنها قناة مهنية وأثبتت ذلك في مسيرة وجودها خلال 21 عاما، "ولولا ذلك لما كانت هناك أصوات لإغلاقها".

ودعا من يريد إسكات الجزيرة لأن يأتي بالبديل والمنافس، وأضاف "هي فخر لنا واستثمرنا فيها ولن نتخلى عن هذا الاستثمار". وقال إن "قنوات هذه الدول تروج للعنف وعاجزة عن منافسة الجزيرة".

أما عن الربيع العربي، فقال إن قطر لم تصنعه وإنما هو ثورات شعوب عانت من الاستبداد ورأت في التغيير السلمي بارقة أمل لحياة أفضل.

وأضاف "قطر لم تدعم الربيع ولكنها لم تقف في وجهه، وساعدنا حكومات ما بعد الربيع لتقديم شيء لشعوبها".

وأشار الوزير القطري إلى أنه خلال الربيع لم تحصل هجمات إرهابية وذلك للأمل في التغيير، ولكن بعد مواجهة الثورات السلمية بالسلاح اتجه الشباب للعنف وظهرت حركات متطرفة وإرهابية.

وفي سياق آخر، تعهد الوزير القطري باستمرار بلاده في دعم الشعب الفلسطيني وإعمار قطاع غزة، لأن سياسة الدوحة "تعتمد على مبادئ وقيم ولا تعتمد على أزمات".

ولكن الوزير أشار إلى أن الحصار الذي فرضته الدول الخليجية الثلاث على بلاده أعاق مشاريع إعادة الإعمار في غزة.

المصدر : الجزيرة