قتلى بهجوم لتنظيم الدولة على مقر للشرطة جنوب الموصل
شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على مقر للشرطة العراقية جنوب الموصل أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، كما تحدثت مصادر عن فرار عشرات العائلات من أحياء الموصل القديمة، في وقت سقط مدنيون في معارك غرب المدينة.
وقال شهود عيان من منطقة حمام العليل جنوب الموصل -التي كانت القوات العراقية قد استعادتها قبل أكثر من نصف عام- إن مجموعة مسلحة من مقاتلي تنظيم الدولة شنت هجوما "مباغتا" استهدف مقرا للشرطة في المدينة، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين بعد مواجهات مسلحة.
وأضافت المصادر أن أربعة مسلحين على الأقل يرتدون ملابس الشرطة الاتحادية وأحزمة ناسفة هاجموا مقر الشرطة الذي تحول إلى مركز لاستقبال النازحين الفارين من مناطق القتال بالجانب الغربي للموصل.
وأشارت المصادر إلى أن بعضهم فجر نفسه قرب عناصر الشرطة العراقية مما أدى إلى وقوع ضحايا، في وقت رفضت المصادر الحديث عن عدد الضحايا الذين سقطوا بصفوف الشرطة.
من جهتها نقلت وكالة الأناضول عن النقيب في قوات الشرطة الاتحادية سبهان علي الشويلي قوله إن "عشرات العائلات المحاصرة تمكنت من الفرار من أحياء الموصل القديمة بشكل أكثر سلاسة من الأيام الماضية".
وأضاف "تفكك قوة تنظيم الدولة، والانهيارات التي تصيب خطوط صدّه، تشير إلى تراخي قبضته على المدنيين المحاصرين".
وتابع الشويلي أن قيادات التنظيم وعناصره باتوا مشغولين بأمور أخرى أكثر أهمية من ملاحقة المدنيين الفارين.
قصف جوي
ونقلت وكالة الأناضول عن الشويلي أن تسعين مدنيا على الأقل -بينهم نساء وأطفال- قتلوا أثناء المعارك بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم في حي الثورة غربي الموصل.
وقالت مصادر للجزيرة إن نحو عشرين منزلا سويت بالأرض نتيجة القصف الجوي الذي استهدف عددا محدودا من مقاتلي التنظيم.
وأضافت المصادر أن هناك عشرات من المدنيين تحت الأنقاض لا أحد يعرف إن كانوا أحياء أم أمواتا بسبب منع القوات العراقية أي شخص من الوصول إلى هذه المناطق.
وأفادت المصادر بأن هذه الحادثة قد تكون أسوأ من حادثة قتل خمسمئة مدني على الأقل من سكان حي الموصل الجديدة في قصف جوي قبل أسابيع، أدى إلى تدمير عشرات المنازل.
من جانبه ذكر النقيب في الجيش عدي محمد أن القوات العراقية أجلت مئة عائلة من المنطقة القديمة في الموصل مع استمرار القصف المدفعي لمواقع تنظيم الدولة.
وأعلن قائد الحملة العسكرية في الموصل الفريق الركن عبد الأمير يار الله أن قواته استعادت أمس السبت حي "الصحة الثانية" غربي الموصل.
كما قال النقيب جبار حسن إن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من قتل ثلاثة قناصين من التنظيم كانوا يعرقلون تقدم عناصر الأمن في الشارع الرئيسي لحي الصحة.
وأشار إلى أن "تحصينات داعش انهارت بشكل سريع مما دفع عناصر التنظيم للانسحاب إلى الخلف باتجاه حي الإصلاح الزراعي".
وقال مراسل الجزيرة إن القوات العراقية أعلنت أنها تخطط لاقتحام حيي الزنجيلي والشفاء الواقعين شمال المدينة القديمة، وبالتالي الوصول إلى ضفة نهر دجلة من جهة الجسر الثالث. ويقع الحيّان وراء حي الصحة.
وأشار المراسل إلى عملية أخرى مرتقبة لاختراق أحياء أخرى شمال المدينة القديمة، بينها حيا تموز والمشيرفة، وصولا إلى حاوي الكنسية.