الجيش يقترب من الموصل القديمة وجسر الحرية

يتأهب الجيش العراقي للتقدم باتجاه منطقة الموصل القديمة بعد استعادته عدة أحياء ومبان حكومية في الجزء الغربي من المدينة خلال عملية وصفت بالنوعية فجر اليوم، خاض فيها اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الصحفي جمال البدراني من داخل الموصل إن القوات العراقية تقترب الآن من المنطقة القديمة بعد اشتباكات شرسة تخوضها مع تنظيم الدولة، وأشار إلى أن المنطقة تضم أحياء باب الطوب وباب السراي وباب لَكَش، موضحا أن هذه أحياء شعبية تتكون من منازل قديمة آيلة للسقوط.

وأشار إلى أن القوات العراقية بدأت منذ فجر اليوم عملية "نوعية" حققت تقدما كبيرا على عكس المسار الذي انتهجته في السيطرة على الشطر الشرقي من الموصل.

وكانت مصادر عسكرية بالموصل أفادت بأن القوات العراقية استعادت حي الدَوّاسة وجزءا كبيرا من حي "النبي شيت"، وأحكمت سيطرتها على مباني المحافظة والمجلس المحلي والوقف والمتحف الحضاري والبلدية والتربية والإحصاء، وأصبحت على مسافة ثلاثمئة متر من جسر الحرية، أحد خمسة جسور رئيسية تربط جانبي الموصل الغربي والشرقي.

قوة مفرطة
وفي هذا السياق قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن طائرات الأباتشي الأميركية لعبت دورا كبيرا في تمكين القوات العراقية من استعادة مبنى محافظة نينوى في الجانب الغربي من الموصل.

لكن المصادر أشارت إلى أن استخدام مدفعية القوات العراقية وطيران التحالف الدولي القوةَ المفرطة في العديد من الأحياء تسبب في زيادة حجم الدمار فيها.

من جانبه قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول للأناضول إن هناك "انهيارا لتنظيم داعش (تنظيم الدولة) في الأحياء التي تقدمت إليها القوات الأمنية"، مشيرا إلى وجود تنسيق عالي المستوى بين قطعات الجيش المختلفة التي تتولى إدارة المعارك.

في المقابل أفادت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة بمقتل وجرح عدد من الجنود العراقيين في هجمات انتحارية وعمليات قنص قام بها مسلحو التنظيم.

مراحل المعركة
وقد مرت معركة استعادة السيطرة على الجانب الغربي من مدينة الموصل بالعديد من المحطات:

ففي 19 فبراير/شباط الماضي انطلقت المعارك غربي الموصل بمشاركة قوات عراقية من بينها قوات الرد السريع وقوات مكافحة الإرهاب وقوات الشرطة العراقية. وخلال الأسبوعيين الأولين للمعركة تمكنت هذه القوات من استعادة أحياء عدة من بينها أحياء الغزلاني والسكر والجوسق وحاوي الجوسق إضافة إلى مطار الموصل.

وفي 4 مارس/آذار الجاري أعلنت قوات مكافحة الارهاب أنها اقتحمت أحياء المنصور وتل الرمان والشهداء، وأنها تمكنت من استعادة أجزاء من هذه الأحياء لكنها لم تتمكن حتى الآن من استعادة السيطرة بالكامل عليها.

وفي 5 مارس/آذار الحالي قالت وزارة الهجرة إن أكثر من ستين ألفا من السكان نزحوا من أحياء الجانب الغربي للموصل ليصل عدد النازحين منذ انطلاق المعارك في الموصل منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى نحو ثلاثمئة ألف نازح.

المصدر : الجزيرة + وكالات