تنديد واسع بالفيتو الأميركي بشأن قرار القدس

مدونات - نيكي هيلي في مجلس الأمن
المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي نيكي هيلي استخدمت الفيتو ضد مشروع القرار المصري بشأن القدس (رويترز)

توالت ردود الفعل المنددة باستخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار طرحته مصر للتصويت في مجلس الأمن الدولي يرفض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الفلسطينيين سيدعون إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الفيتو الأميركي بمجلس الأمن.

وقال المالكي للصحفيين في رام الله إن الفلسطينيين سيتحركون في غضون 48 ساعة، مضيفا أن المجتمع الدولي سيعتبر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب باطلا وملغيا.

ونددت الرئاسة الفلسطينية بالفيتو الأميركي، واعتبرته "استهتارا بالمجتمع الدولي وانحيازا للاحتلال والعدوان الإسرائيلي".

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة -في بيان- إن الفيتو الأميركي "هو ضد الإجماع الدولي ومخالف لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، ويمثل انحيازا كاملا للاحتلال والعدوان".

وأكد أبو ردينة أن "هذا الفيتو سيؤدي إلى مزيد من عزلة الولايات المتحدة، كما سيشكل استفزازا للمجتمع الدولي"، مشيرا إلى مواصلة التحركات الفلسطينية في الأمم المتحدة وفي كافة المؤسسات الدولية "للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني".

كما أعربت مصر عن آسفها لعدم اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به بشأن القدس، والذي دعمته 14 دولة عضوا بالمجلس، في حين استخدمت أميركا الفيتو ضده.

وجاء في البيان الصادر عن الخارجية المصرية أن مشروع القرار جاء "استجابة لضمير المجتمع الدولي الذي عبر بوضوح عن رفض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف البيان أنه من المقلق للغاية أن يعجز مجلس الأمن عن اعتماد قرار يؤكد قراراته ومواقفه السابقة بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس، باعتبارها مدينة محتلة تخضع لمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية، وفقا لكافة مرجعيات عملية السلام المتوافق عليها دوليا.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن مصر -بصفتها العضو العربي بالمجلس- "تحركت بشكل فوري في مجلس الأمن، تنفيذا لقرار الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث قادت بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة عملية تفاوض مطولة وهادئة مع جميع أعضاء المجلس، بالتنسيق الكامل مع بعثة فلسطين والتشاور مع المجموعة العربية بنيويورك".       

وأضاف المتحدث أن المجموعة العربية ستجتمع لتقييم الموقف، وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية مدينة القدس.

‪14 دولة في مجلس الأمن أيدت مشروع القرار المصري وعارضته واشنطن‬ (رويترز)
‪14 دولة في مجلس الأمن أيدت مشروع القرار المصري وعارضته واشنطن‬ (رويترز)

صدمة تركية
من جهتها، قالت الخارجية التركية إنها صدمت لاستخدام أميركا الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن القدس.

وأضافت الخارجية أن استخدام أميركا الفيتو ضد القرار، الذي أيده الأعضاء الـ14 الآخرون، يظهر مجددا أن واشنطن "فقدت موضوعيتها"، مؤكدة أن من غير المقبول أن يظل مجلس الأمن "بلا فاعلية" بمثل هذه الإجراء.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن المرحلة المقبلة ستشهد إحالة المشروع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يؤكدان ضرورة بذل المجتمع الدولي جهودا لحل مسألة القدس.

وكان المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتير أعرب عن آسفه حيال استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع القرار المصري بشأن القدس، مشيرا إلى أن أغلبية ساحقة في مجلس الأمن ترفض إحداث أي تغيير في وضع مدينة القدس.

أما المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة ميتيو رايكروفت فقال إن القدس الشرقية ستبقى جزءا من الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن بلاده لن تقوم بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

من جهتها، أعلنت روسيا دعمها لمبدأ إنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد مندوب روسيا في مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف استعداد بلاده للعب دور "وسيط نزيه" في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ونقل سافرونكوف تحذيرات روسيا تجاه ما وصف بالخطوات الأحادية التي تتسبب في زيادة حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

في المقابل، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الشكر إلى المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة بعد أن استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار يدين الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال نتنياهو في تغريدة على تويتر "شكرا للسفيرة هيلي، لقد انتصرت الحقيقة على الأكاذيب، وشكرا للرئيس ترمب" قبل أن يكرر "شكرا لك نيكي هيلي".

المصدر : وكالات