واشنطن تسعى لاستئناف المفاوضات والسلطة ترفض وساطتها

قال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن واشنطن ترغب في استئناف عملية السلام رغم ما أثاره قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل من غضب عارم، وهو القرار الذي تعزّز بتصريحات تعتبر حائط البراق في المسجد الأقصى إسرائيليا، فيما رد الفلسطينيون بأن أميركا باتت خارج عملية السلام بالكامل.

ووفق هؤلاء المسؤولين الأميركيين، فإن السعي لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل المتوقفة منذ 2014 سيتم اعتبارا من الأسبوع المقبل تزامنا مع زيارة مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إلى مصر وإسرائيل.
 
وفي المقابل، أكدت السلطة الفلسطينية اليوم أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا في عملية السلام بسبب انحيازها التام لإسرائيل. وكانت القيادة الفلسطينية أعلنت أن الرئيس محمود عباس لن يلتقي بنس احتجاجا على قرار ترمب بشأن وضع القدس ونقل السفارة الأميركية إليها، وردت واشنطن بالقول إن رفض استقبال المسؤول الأميركي موقف سلبي.

ويزور المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات إسرائيل خلال أيام لإجراء محادثات تتعلق بعملية السلام، وسيلتقي مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، وفق ما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصدر في البيت الأبيض.

وكانت صحف أميركية ذكرت مؤخرا أن غرينبلات يعد مع جاريد كوشنر، صهر ترمب ومستشاره، ما سميت خطة للتسوية تتناول القضايا الرئيسية كالقدس واللاجئين والحدود ومستقبل المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة عام 1967، وستتضمن الخطة التي يتوقع أن يتم الكشف عنها قبل منتصف العام المقبل طلب دعم مالي كبير للفلسطينيين من السعودية ودول خليجية أخرى.

ويُعتقد أن الخطة الأميركية التي يجري إعدادها هي ما باتت تعرف بـ"صفقة القرن"، التي تقول تقارير إنها تستهدف تسوية تدعمها دول عربية، ولا تستجيب للقرارات الدولية ولشروط قيام دولة فلسطينية مستقلة خالية من المستوطنات في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

‪اليهود يصلون وراء حائط البراق وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى‬ (رويترز)
‪اليهود يصلون وراء حائط البراق وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى‬ (رويترز)

حائط البراق
في الأثناء، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن واشنطن تعتبر الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق) جزءا من إسرائيل في إطار اتفاق سلام نهائي محتمل. وأضاف "لا نتصور سيناريو لا يكون حائط المبكى فيه جزءا من إسرائيل".

ويأتي هذا التصريح بشأن حائط البراق -حائط المبكى لدى اليهود- بعد القرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي بشأن القدس الأربعاء قبل الماضي، والذي أثار موجة غضب في العالمين العربي والإسلامي ورفضا دوليا.

وردا على تصريح المسؤول الأميركي، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اليوم إن الجانب الفلسطيني لن يقبل بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967، واصفا هذا التصريح بأنه استفزاز خطير ومدان ومرفوض.

وأضاف أن هذا الموقف الأميركي يؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأميركية الحالية أصبحت خارج عملية السلام بشكل كامل.

وشدد على أن هذه السياسة الأميركية، سواء فيما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأميركية إليها، أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، تشكل كلها خروجا عن الشرعية الدولية وتكريسا للاحتلال.

المصدر : الجزيرة + وكالات