معارك الحد الجنوبي والنزيف السعودي المستمر

قتل جنديان سعوديان في اشتباكات على الحد الجنوبي بين الجيش السعودي من جهة ومليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالحمن جهة أخرى، وذلك حسب وسائل إعلام سعودية، وهو ما يشير إلى تواصل النزيف السعودي على الحدود الجنوبية.

وكانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين ذكرت أن قصفا مدفعيا سعوديا استهدف مناطق حدودية بمحافظة صعدة شمالي البلاد. وأشارت إلى أن مواجهات دارت في مناطق قريبة من جازان (جنوبي السعودية).

وفق إحصاءات رسمية فإن عدد الجنود السعوديين الذي لقوا حتفهم في الحد الجنوبي قد تجاوز المئة منذ مايو/أيار الماضي، إضافة إلى خسائر كبيرة في العتاد.

وتقود السعودية التحالف العربي -بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن– ضد الحوثيين وقوات صالح، حيث يشن طيران التحالف منذ 26 مارس/آذار 2015 غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح.

وبدأت المعارك في الحدود اليمنية السعودية بين مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والقوات السعودية بعيد شن عاصفة الحزم، وتركزت المواجهات في ثلاث مناطق هي عسير وجازان ونجران وتسمى الحد الجنوبي للسعودية.

ومنذ منتصف أغسطس/آب 2015 تقوم فرق المشاة الخفيفة لدى ميليشيا الحوثي باجتياح الحصون الحدودية وإيقاع الجنود السعوديين في كمائن قاتلة. وقد أظهرت مقاطع فيديو نشرها الحوثيون خسائر الجيش السعودي من مروحيات الأباتشي والدبابات المختلفة الأنواع والمركبات القتالية وناقلات الجنود المدرعة والمجنزرة، بالإضافة إلى خسائر في المركبات المقاومة للألغام والمضادة للكمائن.

‪جنود سعوديون في نقطة حدودية بمنطقة جازان في الحد الجنوبي مع اليمن‬ (أسوشيتد برس)
‪جنود سعوديون في نقطة حدودية بمنطقة جازان في الحد الجنوبي مع اليمن‬ (أسوشيتد برس)

خسائر كبيرة
وتكبدت القوات السعودية خسائر فادحة جراء الكمائن التي نصبها الحوثيون للقوافل العسكرية السعودية واجتياحهم حصونا حدودية صغيرة، كما استولوا على مواقع تابعة لحرس الحدود السعودي وسيطروا على أجزاء من قرى غير مأهولة مثل الربوعه في جنوب شرق عسير.

وخلال الأشهر الماضية كانت الصواريخ موجهة بشكل أكبر شمالا إلى ساحل البحر الأحمر بما في ذلك مدينة الطائف وجدة المحاذيتان لمكة المكرمة.

ومنذ سبتمبر/أيلول 2016 أعلنت مليشيا الحوثي وقوات صالح أنها استخدمت النسخة المطورة بمدى أبعد من صواريخ سكود سي التي تحمل اسم بركان واحد ويزعم أن مداها يصل إلى ثمانمئة كيلومتر، وهي مسافة بعيدة بما فيه الكفاية لضرب جميع المدن الثلاث أي عسير وجازان ونجران، كما استعملت  بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري صاروخ "بركان أتش 2 " الذي تم اعتراضه فوق العاصمة الرياض.

وحسب تصريحات للمتحدث باسم قوات التحالف أطلق الحوثيون أكثر من ستين ألف قذيفة على السعودية منذ يونيو/ حزيران 2015 بمعدل يتراوح بين عشرين وخمسمئة قذيفة يوميا منذ بداية عملية عاصفة الحزم .

أما الهجمات التي شنها الحوثيون على أبراج المراقبة الحدودية، فتتم بمعدل ست إلى عشر عمليات شهريا منذ بداية المواجهات. كما أن معظم الشركات الصناعية والتجارية العاملة في المنطقة الجنوبية توقفت ويعمل ما بقي منها  بشكل جزئي أمام خطر الهجوم بالصواريخ.

ومنذ شهر يوليو/تموز 2015 أصبح جميع مطارات المحافظات الجنوبية تحت التهديد. وقال عبد الله المعلمي مندوب السعودية في الأمم المتحدة إن ميليشيا الحوثي قامت بأكثر من 1700 خرق للحدود السعودية وقتلت نحو خمسمئة مدني في المملكة المعارك الدائرة بين الجانبين.

ودفعت هذه المواجهات الدامية الرياض إلى إخلاء نحو عشر قرى ونقل أكثر من سبعة آلاف شخص من مناطق حدودية وإغلاق أكثر من خمسمائة مدرسة.

المصدر : الجزيرة