بغداد تصعّد بسلاح النفط والبارزاني يجدد تمسكه بالحوار

أعلنت السلطات العراقية في بغداد خطة طارئة لتجاوز إقليم كردستان العراق في تصدير النفط، كإجراء ضد استفتاء الإقليم الذي تشترط إلغاءه، في حين جدد رئيس الإقليم مسعود البارزاني تمسكه بالحوار دون شروط.

فقد أكدت وزارة النفط العراقية اليوم الثلاثاء أن بغداد ستعيد فتح خط أنابيب نفط قديم يصل إلى تركيا، متجاوزة الخط الذي تديره حكومة إقليم كردستان.

وطلب الوزير جبار اللعيبي من شركة نفط الشمال -المملوكة للدولة وتتولى تشغيل حقول كركوك- وشركتي المشاريع النفطية وخطوط الأنابيب الحكومية بدء "عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي".

كما أفاد اللعيبي بأن السفير التركي في بغداد فاتح يلدز أكد له أن حكومته قررت حصر تعاملاتها النفطية على الحكومة العراقية ووزارة النفط، وفق بيان منفصل.

وتأتي هذه الخطوة في إطار العقوبات الاقتصادية التي تتخذها بغداد ضد إقليم كردستان، ردا على استفتاء الانفصال.

وقال مراسل الجزيرة في أربيل أمير فندي إن الملف النفطي كان أصلا مصدر الخلاف الرئيسي بين بغداد والإقليم حتى قبل الاستفتاء، موضحا أن أنبوب النفط القديم متهالك جدا بعد أن تعرض لضربات من قبل تنظيم القاعدة قبل أن يسيطر على المنطقة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف أن الخبراء يقولون إن ثمة إمكانية لتأهيل الأنبوب، لكن الأمر يحتاج إلى وقت طويل وتكلفة مادية كبيرة.

وكانت السلطات في بغداد قررت إخضاع شبكات الاتصالات للهواتف النقالة بإقليم كردستان إلى السلطة الاتحادية.

وجاء ذلك إثر اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني الذي قال أيضا إنه يتابع إجراءات رفع دعوى لملاحقة موظفي الدولة العاملين بالإقليم الذين نفذوا إجراءات الاستفتاء المخالفة لقرارات المحكمة الاتحادية.

تمسك البارزاني بالحوار
في المقابل، جدد رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني استعداد الإقليم للحوار مع بغداد بأجندة مفتوحة ودون شروط.

وقال مسعود البارزاني -لدى استقباله سفير الاتحاد الأوروبي بالعراق رامون بليكوا والوفد المرافق له- إن الإقليم كان مع الحوار لحل الخلافات حتى قبل إجراء الاستفتاء، وأضاف أن أربيل مستعدة لمنح الحوار الوقت اللازم من أجل حل جميع المسائل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية.

وترفض سلطات بغداد بدء أي حوار مع سلطات الإقليم قبل إلغاء استفتاء الانفصال الذي أجري في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، وصوتت الأغلبية الساحقة فيه لصالح الانفصال عن العراق.

لكن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أكد أن الأزمة الناجمة عن الاستفتاء بدأت تتحرك باتجاه "جعل الأرض العراقية ساحة للتدخل الخارجي".

وأضاف الجبوري -في كلمة أمام أعضاء مجلس النواب- أن زيارته لأربيل ولقاءه البارزاني كشفا عن وجود فرص مهمة للحل والتفاهم، ضمن إطار مقبول ينتهي بإطلاق حوار واسع ومفتوح بدل المضي باتجاه خيارات صعبة.

المصدر : الجزيرة