الدول الراعية تتسلم رؤية المعارضة السورية حول الهدنة

انتهى اليوم الأول من المفاوضات السورية في أستانا دون تقدم ملموس في ظل مواقف متباينة في ما يتعلق بالبند الرئيسي، وهو تعزيز وقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا، في وقت عرضت فيه المعارضة السورية المسلحة مطالبها وأولوياتها، مؤكدة أن تحقيق انتقال سياسي يبدأ برحيل نظام بشار الأسد.

وقال مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد إن روسيا وتركيا وإيران تسلمت بنهاية اليوم الأول من المفاوضات غير المباشرة في أستانا (عاصمة كزاخستان) رؤية المعارضة السورية حول تثبيت وقف إطلاق النار الهش الساري منذ شهر تقريبا، بينما تسعى الدول الثلاث للاتفاق على بيان مشترك قد يصدر الثلاثاء في ختام الاجتماعات.

وأضاف المراسل أن أعضاء في وفد المعارضة المسلحة بدا عليهم الارتياح في ختام اليوم الأول من الاجتماعات، وكأن الدول الثلاث الراعية استجابت لبعض مطالبهم في ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه روسيا وتركيا الشهر الماضي في أنقرة.

وتابع أن الروس والأتراك والإيرانيين تباحثوا بشأن بعض القضايا في البيان الختامي، وتحفظات المعارضة عليها. من جهته قال مراسل الجزيرة رائد فقيه إن الوفدين الروسي والإيراني عقدا اجتماعا مطولا مساء اليوم، وانضم إليهما لاحقا الوفد التركي.

ونقل عن مبعوث الكرملين الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف أنه لم يتم التوصل الاثنين إلى اتفاق حول وقف القتال، وآليات المراقبة، ومحاربة ما وصفها بالجماعات الإرهابية، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام اللذين تستثنيهما الهدنة.

وأضاف لافرنتييف أن البحث متواصل عن طريقة لصياغة بيان مشترك في ختام المفاوضات. وأكد متحدثون ومصادر من وفدي المعارضة المسلحة والنظام انتهاء اجتماعات اليوم الأول دون أن يشيروا إلى تقدم ملموس في ما يتعلق بتعزيز وقف إطلاق النار.

وكان التوتر ساد الاجتماعات التي أعقبت الجلسة الافتتاحية، وعبرت تصريحات الوفود عن تباعد المواقف بين النظام والمعارضة.

undefined

تحفظات المعارضة
وأشار مراسلو الجزيرة إلى اعتراض وفد الفصائل السورية أو تحفظه على عدد من النقاط الواردة في البيان المشترك الذي قد يصدر الثلاثاء، ومن ذلك رفض الوفد أن يرد اسم إيران في البيان الختامي بوصفها إحدى الدول الضامنة لتنفيذ وقف إطلاق النار.

وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه إن المعارضة تحفظت على ذكر المرجعيات السياسية للمفاوضات في البيان الختامي، ودعت إلى ترك النقاشات السياسية إلى حين المفاوضات التي تقرر أن تعقد يوم 8 فبراير/شباط القادم في جنيف.

وأشار إلى أن وفد الفصائل سلم الجانب الروسي خرائط عسكرية لمنطقة وادي بردى في ريف دمشق الغربي، التي تتعرض لهجوم من قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، وقال إن الروس أقروا بأنه لا وجود لجبهة فتح الشام في المنطقة.

وكانت الجزيرة قد حصلت على مسودة البيان الختامي لمفاوضات أستانا، وهي تدعو إلى اعتماد آلية ثلاثية لمراقبة التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في سوريا وضمانه. كما تؤكد المسودة على الحل السياسي، وأنه لا حل عسكريا للأزمة السورية.

‪علوش‬ (الأوروبية)
‪علوش‬ (الأوروبية)

النظام والمليشيات
وفي كلمة ألقاها بجلسة افتتاح المفاوضات قال رئيس وفد المعارضة السورية المسلحة محمد علوش إن المعارضة تدعو إلى انتقال سياسي يبدأ برحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه.

وطالب علوش بضم المليشيات المقاتلة مع النظام إلى قائمة الإرهاب الدولي. أما رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري فقال إنه يتطلع إلى هدنة لفترة محددة للفصل بين من وصفهم بالإرهابيين وبين التنظيمات الراغبة في المصالحة، حسب تعبيره.

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن أهم موضوع سيبحث في مفاوضات أستانا هو وقف إطلاق النار. وأضاف أنه لا بديل عن دور إيران في سوريا، وأنه لا يستطيع أحد أن يطبق أي برنامج في سوريا دون مشاركة إيران.

يذكر أن المفاوضات افتتحت ظهر الاثنين بتوقيت كزاخستان، ولم يلتق وفدا المعارضة والنظام على طاولة واحدة إلا في جلسة الافتتاح، ويفترض أن يستمرا في التفاوض بشكل غير مباشر في اليوم الثاني.

المصدر : الجزيرة + وكالات