ندوة بالجزيرة نت تدعو لحضور العرب مفاوضات أستانا

ندوة الجزيرة نت الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار بسوريا وآفاق مؤتمر الأستانة المرتقب
ندوة الجزيرة نت بشأن الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار في سوريا وآفاق مؤتمر أستانا (الجزيرة)

محمد عيادي-الدوحة 

أجمع المشاركون في ندوة نظمتها الجزيرة نت في الدوحة بشأن الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار في سوريا وآفاق مؤتمر أستانا المرتقب عقده هذا الشهر على أن حضور العرب هذا المؤتمر مهم لدعم موقف المعارضة السورية، كما شددوا على أن الاتفاق كرس نفوذا روسيا تركيا في سوريا.

وقال مدير وحدة تحليل السياسات بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان إن الاتفاق الروسي التركي يعد حتى الآن أكثر محاولة جدية للذهاب لتسوية سياسية في القضية السورية.

وأضاف في مداخلته في الندوة أن الاتفاق حصل بين الدولتين المذكورتين وفرض على جميع الأطراف، فتركيا فرضت الاتفاق على المعارضة، وروسيا فرضته على النظام السوري باعتبارهما ضامني الاتفاق، وهذا لا يعني عدم وجود عقبات وتحديات وكذلك صعوبات أمام الاتفاق.

وأوضح قبلان أن الاتفاق يحتاج لدعم أميركي، لأن ضغط الإدارة الأميركية على إيران في الفترة القادمة سيوفر للأتراك والروس مزيدا من أدوات الضغط عليها حتى تقبل بحل في سوريا، مشيرا إلى أن بقاء النظام السوري واستمراره كان وما زال يعتمد على الدعم والغطاء الجوي الروسي.

وأكد قبلان أن لدى إيران اعتراضا شديدا على دعوة روسيا لدول عربية لحضور مؤتمر أستانا انطلاقا من مبدأ من لا يحضر لن يكون له تأثير ولا دور، معتبرا أن حضور العرب يعزز موقف المعارضة، وغيابهم خذلان لها.

من جهتها، شددت الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات الدكتورة فاطمة الصمادي على أنه لا يمكن الحديث عن حل في سوريا بدون إيران فقد أصبحت أمرا واقعا، وباتت ضالعة في مفاصل الحياة السورية بما فيها بناء مليشيات من السوريين أنفسهم.

وقالت الصمادي في مداخلتها بالندوة "لا يجب أننا ننسى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه وصف اتفاق إطلاق النار بأنه هش، لأنه يدرك أبعاد الحالة في سوريا ونفوذ إيران داخلها وما تريده منها"، مشيرة إلى أن طهران ستدخل محادثات أستانا في زاويا صعبة لما لها من خبرة في التفاوض.

وأشارت المتحدثة إلى غياب وتراجع دور العرب في الملف السوري، مستبعدة أي تأثير للدول العربية في المؤتمر لأن الأمر مرتبط بالحضور على الأرض، بمعنى ماذا حققت الدول العربية على الأرض مرجعة هذا الغياب بالخلل الكبير في ميزان القوى بعد احتلال العراق، وتداعيات الانقلاب الذي جرى في مصر عام 2013، وبالتالي ضعف الدور المصري بشكل كبير.

أما الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عماد قدورة فرأى بدوره أن الاتفاق الروسي التركي تم بسرعة لأن أنقرة كانت بحاجة إليه، خاصة مع ظهور الدور الروسي داخل سوريا بشكل مكثف، فضلا عن تسارع الخسائر داخل المعارضة وداخل تركيا من حيث مشاكل الأمن القومي التي باتت تصيبها في العمق.

وأوضح قدورة أن أهم مطلب لتركيا هو عدم قبولها بوجود الرئيس بشار الأسد في منصبه بعد المرحلة الانتقالية، مشيرا في مداخلته إلى أن روسيا معنية بإنهاء تدخلها العسكري في سوريا وتحويله لاستثمار سياسي.

وتوقع أن يكون مؤتمر أستانا مجرد تمهيد وإجراءات بناء ثقة لتهيئة أجواء للتفاوض بين الأطراف المعنية في سوريا، خاصة أن قرار مجلس الأمن الداعم للاتفاق أكد على المفاوضات بمرجعية جنيف بمعنى إعادة المفاوضات إلى مسارها الأول.

المصدر : الجزيرة