واشنطن تنتقد القصف الروسي بسوريا من قاعدة بإيران

A still image, taken from video footage and released by Russia's Defence Ministry on August 11, 2016, shows a Russian Tupolev Tu-22M3 long-range bomber dropping off bombs at an unknown location in Syria. Ministry of Defence of the Russian Federation/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY. NO RESALES. NO ARCHIVES.
قاذفة روسية من طراز توبوليف 22 تلقي قنابل خلال إحدى غاراتها على مواقع في سوريا (رويترز)

انتقدت الولايات المتحدة استخدام روسيا قاعدة جوية في إيران لتنفيذ ضربات في سوريا، في وقت أكد فيه مسؤول عسكري أميركي أن واشنطن والتحالف الدولي علما سابقا بالضربات التي نفذتها قاذفات روسية.

ووصفت الخارجية الأميركية استخدام قاذفات روسية قاعدة جوية في همدان (280 كيلومترا جنوب غرب طهران) بالمؤسف، وقالت إنه لم يكن مفاجئا.

وأضافت في بيان أن الخطوة الروسية تضعف فرض تحقيق وقف الأعمال القتالية بسوريا، وربما تعد انتهاكا للقرار الدولي 2231 الذي اعتمد الاتفاق النووي المبرم بين الغرب وإيران صيف العام الماضي، وقالت إنه ليس هناك بعدُ اتفاق مع الروس للتعاون عسكريا في سوريا.

وقبل ذلك قال كريستوفر غارفر المتحدث باسم القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية إن واشنطن وقوات التحالف كانا على علم سابق بموعد وخط سير الطائرات الروسية التي انطلقت من إيران.

وأضاف أن الروس أبلغوا التحالف بالعملية وفق مذكرة التفاهم لسلامة أمن الطيران في الأجواء السورية, وقال "بدورنا قمنا بضمان سلامة مقاتلاتهم أثناء مرورها في الأجواء لقصف أهدافها, ثم أبلغونا بعودتها. ولم يؤثر ذلك على عمليات التحالف في العراق أو سوريا".

من جهتها قالت الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا اليوم في اتصال هاتفي الاتفاق بين البلدين بشأن "مكافحة الإرهاب".

وقالت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إن من الواضح أن هناك اتصالات منتظمة بين الأميركيين والروس بخصوص العمليات العسكرية بسوريا، وكانت موسكو تحدثت مرارا عن ضرورة شن ضربات مشتركة ضد ما تسميها الجماعات الإرهابية في سوريا.

وتحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس عن مفاوضات نشطة جدا مع الأميركيين لتنفيذ عمل عسكري في مدينة حلب السورية، وجاء تصريحه بعد التقدم الذي حققته المعارضة السورية هناك مؤخرا.

أجواء مفتوحة
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق اليوم أن عددا لم تحدده من قاذفاتها من طراز "توبوليف 22″ و"سوخوي 34" أقلعت من مطار عسكري في همدان بإيران وقصفت مواقع لكل من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام حاليا) في محافظات دير الزور (شرق) وحلب وإدلب (شمال).

وتحدثت الوزارة في بيان عن تدمير مخازن أسلحة وذخائر ومعسكرات في المناطق التي شملتها ضربات القاذفات، في حين أفاد مراسل الجزيرة في حلب أن تلك الطائرات ألقت مئات الصواريخ على مدينة حلب وريفها.

ونقلت مراسلة الجزيرة عن وزارة الدفاع الروسية أن هذه القاذفات شنت بالفعل غارات على مواقع لتنظيم الدولة بسوريا. وقد أوردت وكالة أسوشيتد برس لاحقا نقلا عن مسؤول عسكري أميركي أن الطائرات الروسية عادت إلى روسيا، وإنه لا توجد حاليا قوات روسية في إيران.

وفي طهران أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني فتح قواعد وأجواء بلاده أمام الروس في إطار ما وصفه محاربة الإرهاب في سوريا. من جهته قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده فتحت أجواءها للطائرات الروسية بشروط لم يوضحها، ونفى في المقابل أن تكون موسكو طلبت أيضا فتح الأجواء العراقية أمام صواريخها العابرة.

وكان مصدر عسكري روسي قال إن الجيش الروسي أرسل طلبات لإيران والعراق لإطلاق صواريخ باليستية طويلة المدى عبر أجواء البلدين باتجاه سوريا. وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن موافقة إيران على فتح أجوائها أمام الروس يعد تطورا غير مسبوق في العقلية الإيرانية.

بدوره قال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن هذا التطور ربما يكون انطلاقة لعملية عسكرية كبرى بتنسيق بين الإيرانيين والروس، وربما مع الأتراك أيضا.

المصدر : الجزيرة + وكالات