استمرار الخلاف بشأن مصير الأسد عشية مفاوضات جنيف

Riad Hijab (R) Syrian opposition coordinator for the High Negotiations Committee (HNC) shakes hand with Mohamed Alloush of the Jaysh al Islam after a news conference after the Geneva peace talks were paused in Geneva, Switzerland, February 3 , 2016. U.N.-mediated talks to end the war in Syria are on pause until Feb. 25, U.N. envoy Staffan de Mistura said on Wednesday, saying the talks had not failed but needed immediate help from international backers led by the United States and Russia. REUTERS/Pierre Albouy
وفد المعارضة ما زال متمسكا بشرط رحيل الأسد (رويترز-أرشيف)
يستأنف أطراف الأزمة السورية غدا الاثنين مفاوضات غير مباشرة تترافق للمرة الأولى مع هدنة لاتزال صامدة رغم الخروقات، وسط تباين مواقف المعارضة والنظام بشأن مصير الرئيس بشار الأسد.
 
وعشية هذه المفاوضات، صعّدت المعارضة موقفها أمس السبت، فطالبت برحيل الأسد حيّا أو ميتا، مؤكدة أن مصيره خارج إطار البحث.

وقال كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية محمد علوش إن مفاوضات جنيف تهدف إلى تحقيق انتقال سياسي حقيقي في سوريا لا مكان فيه للأسد، مؤكدا أن المرحلة الانتقالية "لا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام أو رأس هذا النظام في السلطة".

وشدد علوش -في تصريحات للصحفيين عقب وصول وفد المعارضة برئاسة أسعد الزعبي أمس السبت إلى جنيف- على أن المعارضة جاءت إلى المفاوضات من أجل أن "تعيد السلطة للشعب السوري، وأن تخلصه من الاستبداد والديكتاتورية التي مارسها النظام السوري طيلة أربعين عاما".

المعلم: بشار الأسد خط أحمر (أسوشيتد برس)
المعلم: بشار الأسد خط أحمر (أسوشيتد برس)

خط أحمر
وجاءت تصريحات كبير المفاوضين السوريين ردا على ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم في وقت سابق من أن النظام السوري خط أحمر.

وأضاف المعلم في مؤتمر صحفي بالعاصمة دمشق "لن نحاور أحدا يتحدث عن مقام الرئاسة، وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج فلا داعي لقدومهم إلى جنيف".

وتابع بأن تعبير الفترة الانتقالية في مفاوضات جنيف يعني الانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة أخرى، ومن الدستور الحالي إلى دستور آخر.

ويوم الجمعة الماضي، كشف موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جامعة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية أممية في مهلة 18 شهرا تبدأ مع انطلاق المفاوضات الاثنين.

وتختلف الحكومة والمعارضة بشأن رؤيتهما للمرحلة الانتقالية، ففي حين تتحدث دمشق عن حكومة وحدة وطنية موسعة تضم أطيافا من المعارضة، تريد المعارضة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية دون أن يكون للأسد أي دور فيها.

 

 

تمثيل الأكراد
أما نقطة اللقاء الوحيدة بين النظام والمعارضة فهي الرفض الكامل لمشروع الفيدرالية، الذي يفضله الأكراد الذين عانوا سنوات طويلة من التهميش في سوريا.

ولم يدع الأكراد للمشاركة في أي من جولتي مفاوضات جنيف، على الرغم من مطالبة روسيا بضرورة تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا.

وأقر دي ميستورا الجمعة بأن "أكراد سوريا فئة أساسية في البلاد، وبالتالي يجب إيجاد صيغة يمكن من خلالها أن يتمكنوا من التعبير عن رأيهم بشأن الدستور وإدارة البلاد".

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه "على دي ميستورا أن يتخذ القرار الصائب" فيما يتعلق بضرورة مشاركة الأكراد.

وعشية استئناف مفاوضات جنيف، يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات اليوم الأحد في باريس, مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

وستخصص هذه المحادثات لبحث الملف السوري والوضع في ليبيا واليمن وأوكرانيا, وفق بيان صادر عن الخارجية الفرنسية.

وكان كيري قد أعلن أمس السبت بالعاصمة الأردنية عمّان عن محادثات مع موسكو بشأن الهدنة السورية قبل انطلاق مفاوضات جنيف.

وأضاف أن مستوى العنف في سوريا تراجع بنسبة 80 إلى 90%، ولكنه قال "لا يمكن للنظام استخدام هذه العملية الهدنة المعلنة لاستغلال الموقف بينما يحاول الآخرون مخلصين الالتزام بها".

المصدر : الجزيرة + وكالات