روسيا تشترط إخراج "فتح الشام" لوقف القتال بحلب

جبهة فتح الشام تستهدف مواقع قوات النظام بحلب
إحدى معارك جبهة فتح الشام في حلب (ناشطون)

قدمت روسيا الجمعة مقترحا للمعارضة السورية المسلحة في حلب لوقف القتال وإدخال المساعدات وخروج مئتي مقاتل من جبهة فتح الشام، لكن المفاوضات المنعقدة في أنقرة أرجئت إلى الأحد دون اتفاق.

وكشفت مصادر بالمعارضة المسلحة للجزيرة أن الوفد الروسي قدم عرضا يتضمن وقفا لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات إلى شرق حلب، وخروج مئتي مقاتل من جبهة فتح الشام من المدينة.

وقالت المصادر إن المعارضة وافقت على العرض الروسي، لكن الروس عادوا وأضافوا شرطا بوقف القتال في الريف الغربي والجنوبي لحلب ومناطق أخرى، الأمر الذي رفضته المعارضة ورأت فيه "مناورة"، مما أدى إلى تأجيل المفاوضات إلى الأحد المقبل.

وتشمل المفاوضات بين المعارضة السورية وروسيا لقاءات مباشرة بين الجانبين، وكذلك لقاءات تركية روسية ثنائية، وتشارك فيها كل من فصائل الجبهة الشامية وفيلق الشام وجيش المجاهدين وأحرار الشام، وهي تمثل أهم فصائل المعارضة المسلحة المقاتلة في مدينة حلب.

‪لافروف‬ (يسار)(رويترز)
‪لافروف‬ (يسار)(رويترز)

تفصيل المواقف
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي بمدينة روما إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا اقترح إعطاء الإمكانية لكل "الإرهابيين" للخروج من حلب، وإن موسكو كانت مستعدة للتعاون بغض النظر عن "غموض هذه الفكرة".

وأضاف أنه لا يستبعد أن يكون إنشاء جيش حلب -الذي تم إعلان تشكيله مؤخرا ويشمل كافة الفصائل في حلب- محاولة أخرى لإعادة تسمية فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وتجنيبها العقاب "الذي تستحقه"، على حد قوله.

وقال لافروف إن "كل التنظيمات في شرق حلب تخضع لسيطرة تنظيم جبهة النصرة"، وإن هناك نحو 1500 مسلح من النصرة ونحو 6000 من مجموعات أخرى تخضع للنصرة. 

ووزعت روسيا الأربعاء على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار لوقف القتال في حلب، لا يشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام، وذلك ردا على مشروع قرار آخر يتضمن دعوة جميع الأطراف إلى وقف القتال عشرة أيام لإدخال المساعدات الإنسانية.

ونقلت رويترز عن مسؤول بالمعارضة السورية اتهامه لروسيا بالمماطلة في محادثات أنقرة، وكشف أن ممثلين للمعارضة انضموا إلى المحادثات مع الروس قبل نحو أسبوعين أملا في تأمين إيصال المساعدات ورفع الحصار.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي في بيروت الجمعة إن الوضع في حلب "مثير للقلق"، وأكد أن هناك تفاهما مشتركا على ضرورة وقف إطلاق النار وأنه "لا بد من التسلح بإستراتيجية أقوى لمكافحة منظمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة (فتح الشام)".

وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الحكومة التركية الخميس إن "تركيا تقوم بما يقع على عاتقها من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية في حلب"، مضيفا أن تركيا تجري مباحثات مع جميع الأطراف بشأن الثورة السورية، بما فيها ألمانيا وروسيا وإيران، ومعربا عن قناعته بأنه إذا تمكنت أنقرة وموسكو من التفاهم بخصوص الضمانات فسيكون وقف القتال ممكنا قريبا.

المصدر : الجزيرة + وكالات