العراق يؤكد استيعاب آلاف النازحين من الموصل

Displaced people who are fleeing from clashes sit at a vehicle in Qayyarah, during an operation to attack Islamic State militants in Mosul, Iraq October 25, 2016. REUTERS/Alaa Al-Marjani
مخاوف وتحذيرات من اختطاف وتعذيب النازحين (رويترز)

أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف اليوم الأربعاء أن وزارته استقبلت أكثر من 3300 نازح، في أكبر موجة نزوح منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الموصل.

وقال الجاف إن يوم أمس الثلاثاء شهد موجة كبيرة للنازحين تعد الأكثر عددا منذ انطلاق العمليات العسكرية بالموصل لتحرير محافظة نينوى "من دنس الإرهاب المتمثل بعصابات داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) الإجرامية".

وأضاف أن وزارته "استقبلت ونقلت أكثر من 3300 نازح" معظمهم من محافظة نينوى، لكن قسما آخر يتحدر من قرى قريبة من مدينة الحويجة التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة.

وقالت مصادر للجزيرة أمس إن نحو خمسمئة عائلة نزحت من قرى استعادتها قوات "مكافحة الإرهاب" بالمحور الشرقي لمدينة الموصل، حيث تتزايد المخاوف من عدم القدرة على استيعاب أعداد هائلة من النازحين أو حصول عمليات اختطاف وتعذيب ضد النازحين.

وأوضحت المصادر أن العائلات النازحة وصلت مخيم الخازر، وذكرت مراسلة الجزيرة أن القوات العراقية طلبت من سكان القرى إخلاءها لاحتمال تعرضها لهجمات أو قصف من قبل مسلحي تنظيم الدولة.

وبعد مضي أكثر من أسبوع على بدء العمليات العسكرية من قبل القوات العراقية لإعادة السيطرة على مدينة الموصل، قالت وكالات إغاثة تابعة لـالأمم المتحدة إن القتال أجبر نحو تسعة آلاف على الفرار من منازلهم حتى الآن.

‪أعداد النازحين تتزايد والقادم أكثر‬ (رويترز)
‪أعداد النازحين تتزايد والقادم أكثر‬ (رويترز)

ومن المتوقع أن تكون الاشتباكات القادمة أكثر صعوبة ودموية نظرا لوجود مدنيين بالقرى المتاخمة للموصل أو داخلها، وما زال بالمدينة نحو 1.5 مليون نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن أسوأ التوقعات تشير إلى احتمال نزوح مليون منهم.

وتخشى أوساط عراقية ودولية من عدم قدرة الجهات الرسمية العراقية على استيعاب العدد الهائل من النازحين أو وقف عمليات الاختطاف أو التعذيب التي يتعرض لها النازحون.

وقال عضو بلجنة الهجرة والمهجرين بالبرلمان العراقي للجزيرة إن وزارة الهجرة مستعدة لحركة نزوح عادية، لكن الاستعدادات لم تكتمل لاستيعاب أعداد هائلة من النازحين، وهي في حاجة لجهود المنظمات الدولية والأمم المتحدة. وأشار أحمد السلماني إلى أن نحو ألف شخص وصلوا مخيمات في القيارة ودهوك.

وتحدث السلماني عن وجود آلية لحماية النازحين من المعارك منذ قضية معتقلي الرزازة قبل أكثر من سنة، حيث تم تسجيل أكثر من 1400 حالة اعتقال واختطاف من قبل كتائب حزب الله لأشخاص من محافظة الأنبار ومحافظات أخرى، وفي معارك الفلوجة تم اختطاف سبعمئة شخص، وفي الكرمة ثمانمئة، مشيرا إلى أنه تم توثيق كل الانتهاكات.

من جهة أخرى، أشار تقرير نشره المجلس النرويجي لـاللاجئين أن مخيمات النزوح الجديدة التي تم إنشاؤها للاستجابة لعمليات الموصل العسكرية تستوعب ما يصل إلى ستين ألف فرد، وما زال العمل جاريا لإنشاء المزيد من المخيمات حيث يتوقع نزوح نحو عشرين ألف شخص بالأسابيع الأولى للهجوم، ويشكل الوصول إلى الناس الذين هم بحاجة للمساعدة تحديا كبيرا.

وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق وولفغانغ غريسمان إنه في الوقت الذي تتكشف هذه الأزمة الضخمة "لا نزال نشعر بقلق مهول على أكثر من مليون عراقي عالقين داخل الموصل لا تتوافر لديهم طرق آمنة للخروج بعد".

المصدر : الجزيرة + وكالات